الاثنين، 14 ديسمبر 2020

"ترشيدٌ صحيح لمستقبلٍ أفضل"᯽

 

 

انتشرت في السنوات الأخيرةِ مسألة الإسراف اللامحدود في المياه وباتت قضيةٌ يُرثى لها، فالكثير من الناس والغالبية العظمى منهم يتصرفون دون وعيٍ أو إدراك في هذا الموضوع، 

فكم مِنا لايُقدر حجم النِعمة التي رزقنا الله بها؟ 

وكم مِنا لا يَعمل على الاقتصاد بها و الإكثار من مصادرالتوعية البيئية التي قد تزيد من وعي الفرد المستهلك؟ وفي هذا المقال سأتطرق لتعريفكم بمعنى الترشيد، وما الهدف منه، وما يتوجب علينا من أمورٍ كَي نحفظ هذهِ النِعمة الربانية مِن الزوال،

فَمعنى الترشيد هو الاستخدام الأمثل للمياه بحيث يؤدي إلى الاستفادة منها بأقل كمية وبأرخص التكاليف المالية الممكنة في جميع المجالات وعندما 

نتحدث عن ترشد الاستهلاك فإننا نهدف إلى توعية المستهلك بأهمية المياه باعتبارها أساس الحياة وتنمية الموارد المائية التي أصبحت مطلبًا حيويًا لضمان التنمية المستدامة في كافة المجالات الصناعية والسياحية والزراعية وذلك عن طريق العمل على تغيير الأنماط والعادات الاستهلاكية اليومية بحيث يتسم السلوك الاستهلاكي للفرد أو للأسرة بالتعقل والاتزان والرشاد و الدعوة إلى ترشيد الاستهلاك لا يقصد بها الحرمان من استخدام المياه بقدر ما يقصد بها العمل على تربية النفس والتوسط وعدم الإسراف في الاستفادة من نعمة من نعم الله عز وجل والتي حث عليها في الآية الكريمة :«وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين»

والهدف من ترشيد استهلاك المياه يتحقق من خلال التوجيه نحو الاستخدام الأمثل للمياه الصالحة  للشرب والمحافظة عليها

والترشيد بشكل عام في استهلاك المياه وخاصة في الفلاحة والسياحة

و تخفيض قيمة فاتورة الاستهلاك و البعد عن الإسراف المنهى عنه

فالماء نعمة حباها الله وأسبغها على البشر والحفاظ عليها أمرٌ في غاية الأهمية وترشيد استهلاك الماء والأمن المائي من المفاهيم الحديثة التي باتت واسعة الانتشار بين أفراد المجتمع لأنها على تماس مباشر مع حياتهم اليومية إن واقع الحال يشير إلى القصور في جوانب متعددة من الممارسات اليومية لاستهلاك المياه مما يؤدي إلى هدر هذا المورد الحيوي واستنزافه بلا محددات لهذه الثروة القابلة للنفاد. وعليه,لابد من أن تستخدم التوعية النفسية بصورة تنسجم مع متطلبات الحياة المعاصرة لإحداث التطوير الفكري والسلوكي المنشود.                      

ومثلًا يمكننا ترشيد استهلاك المياه في المنزل بشكل عام عبر اتباع مجموعة الإرشادات والنصائح العامة كتوجيه الأطفال لإغلاق الحنفيات جيدًا بعد كل استخدام، وتعليمهم كيفية توفير المياه، و الفحص الدوري للحنفيات والخراطيم ومصادر المياه الموجودة داخل المنزل وخارجه للتأكد من عدم وجود تسريب، و تقديم النصائح والمقترحات لكيفية توفير المياه في المنزل ومكان العمل والدراسة وغيرها من النصائح والإرشادات التي قد تسهم في ترشيد استهلاك الفرد أو المجموعة من الإسراف في المياه الصالحة للاستعمال البشري وأخيرًا، تذكّر دائمًا آخر مرة انقطعت فيها المياه عن المنزل !!

فاستخدمت يومها كميات قليلة من الماء في الوضوء والاغتسال،

وتعاملت مع المياه بحرص وتدبير.

تذكَّر هذا الشعور بقيمة المياه واستحضره دائمًا كل يوم، وتذكَّر أن المسألة ليست ما تدفعه مقابل المياه النظيفة بل القيمة الكبرى لنقطة المياه في هذا الكون. إن تعليق الرسول (صلّى الله عليه و سلّم) بقوله: "ولو كنت على نهر جار" يعني أنها أمانة ومسؤولية عن كل ما في الكون. وبأنه من الواجب علينا كمسلمين أن نَتبع طرق الترشيد الصحيحة من أجل مياه نقية دائمة مدى الحياة.

 

 

 

حسين علي العبيدي

@x_.92

تقديم: أستاذ أحمد عقيل، أستاذة هند هاشم

إعداد: غندة كريم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الاعضاء

اخلاص سعيد

المشاركات الاكثر شيوعاً