أنا جَذرُ شجرةٍ ابتلعتها الأرض
تُقضم سعادتي على أيدِي سلطعون مرمي على
ناصيةِ الرصيف
أبصر في عينيّ غيمةً يسودها الماء، ولا
تستطيعُ الفيضان
هُنالِكَ الندى المهدهد على كلِّ ورقةٍ
في موسمِ الخريف ينسدل على
شارعٍ ضيق، ويملأهُ الديجور
فيهِ برجٍ وحيدٍ ينيرهُ
ارتدتُ خشبةِ مسرح شَقيّة التمسها أناسٌ
حمقى، ولا يستحقونها فزادوا إملاقها
يوجد هُناكَ على ناصيةِ المسرح مفتاحُ أملٍ
ضئيل في كومةِ قشٍ ..
أرى جزمةً، رثةً، وحيدةً تسيرُ في النهرِ،
وراءَها قميصٍ وُجِدَ من قبلِ يتيمٍ، ولكن
غيرَ مُكتمل الأزرار فَلم تكتمل بَهجتهُ ..
إنني قصيدةٌ عصت على حرفٍ واحدٍ، ولم يُنهيها
الشاعِر ..
وكأن بي قاربٌ يغرق في الأفقِ وتهبُّ العاصفة،
وليسَ هُناكَ مَن ينتشلني من بينِ البحرِ الذي علقتُ فيهِ ..
أنا ماءٌ تجمد حتى أصبحَ زجاجة
وأنكسرت بسببِ ظهور الشمس باكِرًا
ها أنا لوحةٌ رُسمت لِبحر، والآن قد جَفَّ
..
في الحُفرةِ البائسة ضوء شُبه خاوٍ يرمش
بينَ الفينة، والأخرى
كلفظِ آخر أنفاسي حينَ الاحتضار ..
يوجد صيادٌ ماهر، ولكنهُ لَن يصطاد عندما
يحلُّ الليل فَشبكتهُ لا تنتقي الأسماكَ الراقِدة ..
في طريقِ الإيابِ، أدركتُ سكةَ قطار هلكت
مِن فرطِ الاعتماد ..
ليلٌ يُباد على أيدي المُشردين ..
قُبعة تهرب كُلما أتَتْ الفرصة لها، عبرَ
رحلتها مع الرياح ..
بابٌ يُلقي التحيةَ عليّ بعدما تحطم عند
قِدوم ذلِكَ الفضاء الصاخب ..
في الباصِ غادرَ راكب؛ لِأنهُ يريدُ التسكع
بِالجوِّ
وهوَ ضبابًا أفقع
صادفتُ مخمورًا يرفعُ على كتفهِ مُختل عقليًا
منذُ إن استبدلَ رأسه بِقارورةِ شرابٍ!
ووجدتُ عقلَ شمشليقٍ يُقذف على الطريقِ؛
لِإنها مُصابة بِالزهايمر.
الكاتبة : غدير الحسيني
@g_d._4
تقديم : أستاذ حسين حيدر، أستاذة: رزان
الحسيني
إعداد: غندة كريم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق