مُهِمَتُكَ
" الكِتابَةُ عَنْ فَتاةٍ بِحفلِ زَواج لَمْ تَستَفزَها أيُ أُغنيَةٌ للرَقص
"
مُهِمَـة
هاهيَ
الفَتاة ذاتِ الرِدَاءِ الأسود تَجلِسُ هُناك تَضعُ سَاقاً على أُخرى وجهَّها يوضِحُ
كَمـيةَ الضَجَرِ التي بِداخِلِها.
مَلامِحُها
تُخبِرُني إنَّ تَفكيرها خارج تَفاصيلِ هذا ألزفاف!
يائِسَةً،
مُتذَمِرة، قانِطَـةً، مُتَمَلَّلة، كانَ حَالُها يُشبِهُ حاليَ كثيرًا تَسكُنُ في
عالـمٍ يُسمى ' العزلة ' رُغمَ الضجةِ إلا
أنها لَمْ تُثيرَ، ولَمْ يتَحرَكَ شَيئًا بِها !
كانَ
الهُدوءُ مُسيطِرًا عَليها ولَم تَشعُر بِكُلِّ مايَجري حَولها، كانـت غَارِقةً في
حُزنِها وهيَ لاتَعرِفُ ألسِباحة، تأمَلتُ حاليَ أيضـًا لَم يَكُنْ مُختلفـًا عَنها
كثيراً رُغمَ أني لا أعلم لِمَ هي كَذلِكَ؟
ولَكِنْ،
كُنتُ مُتأكِدًا إنها لَيست على مايُـرام قَرَّرُت السَفَرَ لِعالَمِها وتَركِ
عالَمي كانَّ مِنْ غَير الجيد إجتياح عُزلة الأخرين ولَكِنْ، الفُضول لَمْ يُعطيني
فُرصةً للأِّعتِراض.
دخَلتُ
عالمـًا لايَمُد للواقِعِ بأيِّ صِلَةٍ هُناك أُناسٌ بائِسين، وهُناكَ أشخاصٌ راحلين!
وهُناكَ أشخاصٌ يَعتَلي الحُزنُ وجوهَهُـم قرأت قُصصاً مختلِفَةً في وجهِ كُلَّ شَخص،
جَميعهم لَهُم عِلاقةً بِتلك الفتاة؟ فهذا تَركها وذَهب، وهذا حَطَمَ قَلبَها، وتِلكَ
كانَت مُنافِقَةً، وذاكَ خَانَـها، وهؤلاء استهزأوا بِِها وهؤلاء وأولَئِكَ جميعهم
أخذوها لِهذا العالم.
كانَ مِنْ الصَعبِ عليهِم عَيشُها معهُم في نَفسِ
المكان وكأَنها تُشكِلُ خَطرًا عليهم وستدمِرَهُم، كنت أظُن أنهُ لايوجد من يَسكنُ
العُزلةَ أكثر مِني ولَكِني الآن رأيتُها تَسكُّن عالماً يـَعِجُ بِالمُحتالينَ الكاذِبين
والخائِنينَ، المُنافقين، يكسوه أللونُ الرَمادي تَذهَبُ مِنهُ الحياة يُعتريهِ ألصَمت.
لم أحتَمِل البَقاءَ أكثر فَخرجتُ مِنْ هُناك عُدّتُ للحَفلِ الذي يَعتليهِ صوتُ المُوسيقى
وعُدّتُ وكأنَني كنت في زيارةٍ للمَوتَ فلا أظنّ إنَّ هنالِكَ شيءٌ يُشبهَهُ سوى الموت
أو حياة السُجناء،عُدّتُ ورأيتُ الفتاةَ تَجلِسُ كما تَركتُها وكُلَّ تلك القُصَصَ
رأيتُها في عينيها رأيتُ تلك الحَرب التي كانَت داخِلَها ولَم يَشعُر بِها أحدًا للتو
فَهِمتُ ذَلِكَ لَمْ تُلاحِظ أني كُنتُ أنظُرُ لَها، وأني قَدْ غِصتُ معها ولم يُلاحِظ
الحُضور وجودَها وهدوئَها وإنها لَم تكن مَعهُم جَسدٌ فقط أفاقت من غَفوتِها ورأتني!
أظُنها
فَهمَتْ مايدورُ في ذِهني فَتغيَرتْ مَلامِحُها كان الضَجَرُ قَد إزدادَ كانت فِكرةَ
إجتياحي لمَّملكتـها أمرًا يُزعِجها لم أمتَلِك طريقةً للأعتِذار سوى رِسالةً أخبرتُها
بِها عَيناي وأوصَلتها ذَراتُ الهَواءِ ألتي تَملأُ المَكان.
محمد
المنصوري( حمد)
@_m98i
اعداد :مريم البهادلي @meme_raid87
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق