أهلاً دكتور نزار عدنان في حوار صحفي مع صحيفة أكتب.
⁃ أهلاً وسهلاً بكم .
في بحور القصة القصيرة لمع إسم الدكتور نزار عدنان صف لنا الكاتب؟
⁃ طائرٌ حُر ، جناحاهُ شغفُ الكتابة ، وسماؤهُ
لا محدودة.
السرد القصصي ومراحل التطور عبر الزمن الفترة الانتقالية أشرح لنا من
وجهة نظرك ماذا حدث في القصة القصيرة خلال
العقود الماضية؟
⁃ برأيي الشخصي ، خاصةً فيما يخص القصة القصيرة
العراقية ، هناك تحول ملحوظ وجذري في كتابة القصة بكل مقوماتها ( المحتوى ، البناء
الفني ، ظرفا الزمان والمكان ، وحتى لغة السرد
والحوارات ) كلها تحولت من المباشرة ، إلى اللامباشرة ، ومن السرد الطويل التفصيلي
، إلى المشاهد القصيرة التي تصف تفاصيل كثر ، ومن اللغة البسيطة إلى اللغة التي تتماشى
مع تعقيد الحياة الحديثة وما تحمل من تطور على الصعيدين التقني والأجتماعي.
هل تحب أن تنادى كاتب أم قاص؟
وهل للقصة القصيرة مهمة في حياتك؟
⁃ حقيقةً ؛ كلمة كاتب كلمة شاملة عامة وكبيرة
، فالكاتب يجب ان يكون قد كتب ونشر في كافة أو أغلب فنون الأدب من قصة وشعر ورواية
ومقالة ... ألخ من فنون الأدب الكثيرة ، أما أنا فقد كتبت الشعر ، والقصة ... وأميل
لكتابة القصة القصيرة بكل أنواعها لذا أفضل مناداتي ب ( قاص ) ، أما أهمية القصة في
حياتي ، فهي بالتأكيد ترسمُ جانباً كبيراً من حياتي شخصياً وأدبياً ، بها أمضي وعليها
حملتُ رسالتي الأنسانية التي أؤمن.
عندما تطالع في شخصية الدكتور نزار عدنان نربط بين العمل في المجال الصحي
والكتابة كيف يمكن الموازنة بينهم؟
⁃ نعم ، كوني طبيباً ، وأعملُ في مجال الصحة
؛ هذا بحدّ ذاته تحدٍّ ليس سهلاً ، فكما تعرفون أن هذا المجال يكونُ المرءُ فيه ملكاً
لألتزامه الوظيفي والعملي والأجتماعي مما يجعلُ أغلبَ يومي مشغولاً في خضم هكذا التزامات
، أما الكتابة فهي كما أسلفت شغفٌ خاص ، بعضٌ وكل ، جزءٌ يتشربُ فيّ روحاً ، هذا يجعل
أهميتها لا تقل عن اهمية كوني طبيباً لا بل أراها تُكملُ الأخرى ، فكلاهما يذهبُ برسالةٍ
أنسانية، ولا أخفي أن العمل كطبيب ساعدني كثيراً إلهاماً لكتابة نصوص قصصية كثيرة ،
لأنها تجعلكَ في تماس مع تجارب الأخرين ومشاكلهم ، عني أحملُ معي دائماً دفترَ ملاحظاتٍ
صغير وقلماً ، فأكتبُ في أي وقت وأي مكان متما سنحت الفرصة.
كيف تخط القصص في المستشفى؟ وهل لقصص المرضى سبب في نجاح كتابتك؟
⁃ كما ذكرت في جواب السؤال السالف ، أحملُ
دفترَ ملاحظاتٍ وقلماً في حقيبتي الصغيرة ،
لا شك أن لتجارب المرضى وأحتكاكي بهم أثراً في إثراء بعضٍ من الأفكار في بعض النصوص
القصصية بصورةٍ مباشرة أو غير مباشرة.
عندما نحاول عمل حوار مع قاص يجب أن نربط العمل الأنساني مع الكتابة هل
تمثلت قصصك في الجانب الإنساني؟
⁃ نعم ، أرى بل وأتطلع دائماً أن يكُ كل
ما أكتب يصبُ في جانبٍ أنساني ، لذا أؤمنُ جداً بأن عملي كطبيب وشغفي بالكتابة نهران
يصبانِ في بحرٍ واحد.
ممكن تفسر تطور القصة القصيرة في الوطن العربي خلال العقود الماضية؟
⁃ أرى أن طبيعة تطورها ، يتأتى من زيادة
تعقيدات الحياة بجانبيها السلبي والأيجابي ، وكثرة متطلباتها وتفاصيلها جعلَ من الضروري
أن تتخذَ القصة شكلاً ولباساً على مقاسِ الناس والمجتمع ومشاكله ، فكان أن أختلفت حتى
لغتها الفنية ، ومحتواها ، وحتى رسمَ شخوصها وتفاعلهم مع تعقيدات الحياةِ هذه.
قاص شاب تشاهد له مستقبل حافل في مجال القصة القصيرة؟
⁃ حقيقةً ، أطلع كثيراً وبآستمرار على تجارب القصصين الشباب ، ولا أخفي
أنني أعجبُ ، ببعض التجارب دونَ أخرى ، وبلا ذكر أسماء لأنهم كثيرون وهذا شيءٌ أيجابي
يدعو للفخر كونهم أكثرهم من الشباب العراقي.
كاتب كان قدوة لك وكنت تتمنى أن تحذوا حذوه؟
هو ليس واحداً ، هم بالحقيقة عدة كُتاب لكن أذكر أبرزهم وأكثرهم تأثيراً
على تجربتي في الكتابة :
• جبران خليل جبران
• مصطفى لطفي المنفلوطي
• فؤاد التكرلي .
السبب في دخولك هذا المجال اقصد الكتابة خصوصاً كونه بعيد عن عملك؟
⁃ لا أوافقكم الرأي بصيغة السؤال ، فالكتابة
ليست مجالاً ندخلهُ بأرادتنا ، هو يُخلقُ مع الأنسان ، ويتشربُ فيه ، يتجذرُ في كيانه
منذ الأزل ، فأنا أرى أن الكتابة شغفٌ ورسالة وليست حرفةً فقط بحيثُ ندخلهُ متما نشاء
، على الصعيد الشخصي بدأ لدي حبُ الكتابة منذُ سنٍ مبكرة ، لكنني طورتهُ وحولتهُ بآتجاهِ
التجربةِ الجدية حينَ أدركتُ أنهُ قدرٌ كأسمي الذي أحمله.
أي نوع من الكتب تفضل بعد الكتب القصصية؟
⁃ بالأضافة للكتب القصصية ، أقرأ كثيراً
دواوينَ الشعر والرواية ، هذا على المستوى المطالعة الأدبية ، وعلى مستوى المطالعةِ
العامة تأتي كتب علم الأجتماع والفلسفة ومثلها كتب التأريخ .
رسالة إلى المجتمع في الفترة الحالية بعد أنتشار الوباء كونك في فريق
الصد الأول..
⁃ تحدٍ كبير حينَ تواجهُ عدواً لا تعرفُ
تكنيكهُ ، شكلهُ أو طرقهُ في غزوك ، هذا ما نواجهه في هذا الوباء رسالتي إلى الناس
جميعاً أن يتخذوا من التثقيف الصحي الصحيح البعيد عن الشائعة والمبالغة والخرافة المتناقلة
، يتخذوا منه حصناً يحمي فكرنا قبلَ أجسادنا ، أن يدركَ تماماً أننا جميعاً في قاربٍ
واحد في خضمِ هذا التحدي ، مصلحتنا واحدة ، فتعاون مع جارك ، وصديقك وكتائب موظفي الصحة
التي هدفها حمايتك ، تعاون معهم من خلال وعيك.. فلا شكّ أنهُ ظرفٌ مؤقت ليس إلا ، ننجو
منهُ بوعينا.
رسالة من قاص عراقي إلى كل الشباب الكُتاب.
⁃ القراءة والمطالعة المستمرة ، في كل مجالات
الثقافة المكتوبة سواء الأدبية منها أو العامة فهي تبني لغتك ، فكرك ، وحصيلتك الثقافية
التي هي لا شكّ لها الدور الأكبر في بناء وصقل تجربتك في الكتابة.
في حسابك وطن صغير صف العراق في كلمة
⁃ العراق ، كالماء .. أصلُ كُل شيءٍ حي
... هكذا أراه.
المحرر: صابرين صاحب sabreen.bio
قسم الحوارات الأدبية
الطبيب والقاص نزار عدنانKetabat_nezar
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق