الإنسان من أضعف المخلوقات وأكثر الأشياء خطراً للإنسان، هو الإنسان.
نحن نعيش ونتعايش بمشاعر متفاوتة وفتاكة وفي تناقض تام، سعادة، حزن، ضعف، قوة، استسلام، واقع، فشل، نجاح، وفي لحظة واحدة يمكن لنفسك الامارة بالسوء أن تدمر حياتك باكملها، نحن سجناء افكارنا، ذكرياتنا، خوفنا، نحن سجناء انفسنا وهناك من يمكن أن يكون سجيناً لخوفه الذي يقبض عليه ويعتم كبريائه، قد تكون متحمساً وفي لحظة ما بموقف ما يذهب حماسك بأكمله… في لحظة ما فخور بنفسك… ترى من هو أفضل منك! يتجلى بك شعور المحاربة، وتبني خيالات لبدأ معركة قد تبدو من غير جنود، في هذا العام لديك افكارك، اسلوبك، طريقتك… في العام القادم يتغير كل شيء وكأنك ولدت من جديد بأفكار واحلام جديدة مختلفة ظناً بأن أحلامك السابقة ماهي إلا محض سخافات طفولة ولم تدع لهذه الأحلام فرصة لتحلق لحرية التحقيق، قد تُعجب بشخص ولكن ما إن رأيت شخصاً يذمه انت تكرهه من غير مقدمات فقط اعتمدت على الغشاء الرقيق الأول الذي رسم صورته السيئة أمامك، قد تستسلم وتتشابك بحبال الانطباع الاول الذي قد يأخذك بعيداً في القاع، قد تكره شخصاً لأنه تجاهلك او انتقدك لمره واحدة.
هناك مشاعر تزيد ضعف الإنسان وهناك مشاعر تظهر ضعفه، المشاعر والعلاقات التي تتعب نفسك وتظهر ضعف ذاتك ليس لك خياراً امامها، فأما تتخلص منها أو ستتخلص منك في النهاية، فهذه العلاقات السامة لن تزيدك الا سوءاً، وانتظارك لتصليحها او المصالحة معها ومحاولة التأقلم ليس الا انتظاراً للابد، أي لا نهاية له، سينتهي عمرك وقد يفنى وانت بأنتظار شخصاً لن ينظر لك ولا يهتم لما تهتم له، فبناء ذاتك على حساب إنسان مثلك خلق بلحم ودم ولا ينقصك شيئاً امامه ليس الا أساس هلاكك، ومنزلك الذي تبني به سيُهدم بالنهاية وستكون انت تحت الأنقاض، فالإنسان هو من يعطي قيمة للإنسان الآخر وقد يبالغ بها لتخنقه بالنهاية… ربط نفسك بعلاقة لا اسم لها فلا تنتظر الوجود لها انما هذا فناء لوقتك وضياع لعمرك الذي عندما ينتهي ستكون مسؤلاً عنه وعندما تُسأل عنه ستجيب بأنك أفنيته في سبيل إبن آدم، تحب شخصاً لم تجد نفسك به واحلامك التي بنيتها له والأفعال والمخاطر الذي فعلتها له ولكنه لن يحبك، وانت مستمر واقفاً فحسب ولا تقبل الاستسلام لمشاعرك منتظراً تغييراً نحو الافضل ولكن هذا التغيير سيكون من ناحية واحدة، ناحية شخصية من خلال بناء أفكار متعددة عنه تظهر بأحسن صورة لتحسين أنفسنا ونقع سجناء للتخيلات فحسب، ولم ولن يلبث الا ان ينهدم البناء الذي له أساس واحد يزيدك بؤساً، وفقط وبمرور الوقت تكتشف بأنك من تغيرت ويبقى هو على حاله.
قد تفعل شيئاً تحبه بشدة وتستمتع بفعله ولكن ما إن طلب منك فعله سيذهب بريق حماسك و ستتوقف عن العمل! حتى الكلام الايجابي لن ينفع احياناً فقد يقول لك أحدهم أنت تستطيع ولكنك قد لا تفعل، بدلاً من ذلك يوجد ولطالما وجدت قناعة الإنسان الذاتية هي التي توجه الإنسان نحو الذي يريد سماعه حقاً وتصديقه.
الانسان يبقى ضعيفاً أمام اللحظات، اغنية واحدة، بيت شعر، مقطع قصيدة بأمكانها تثير وتهيج مشاعر لطالما كانت نائمة وذكريات سنين وإسقاط دموع، قد يكون الخوف يقف عائقاً امام اعظم فرص الحياة.
يستسلم الإنسان للواقع الذي رُسم قبل مجيئه للحياة وتراه واقفاً شامخاً يدافع عنه، فالناس لا يصدقون ما يريدون تصديقه، بل يصدقون ما اعتادوا على تصديقه، والعكس. أو الإنسان لن يقبل بالواقع الذي رُسم قبل وجوده ويحاول التغيير وإن لم يتغيير الواقع سيعيش باحلامه محاولاً تهريبها للتحقيق، أو يغير بذاته بطريقه تمكنه من التأقلم مع ذاك الواقع، الإنسان هو قوْت نفسه وقوة ذاته وهو ضالتها وهويتها، لن يحتاج لكلام الغير، فإذا أراد أن يكون.. فسيكون.
الكاتبة: زهراء وسام
@yoland.74
تحرير: مريم احمد
@4mar_.a
إعداد: كوثر احمد
@4kawther_a
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق