حوار مع الكاتبة الاء السعدي
إعداد صابرين صاحب
س / صفي آلاء الإنسانة؟
من الصعب أن يصف الإنسان نفسه، الكثير من يُجمِّل ويَتَجَمّل بصفات بعيدة عنه، لكنه يحاول إظهار شخصه بقمة الإنسانية، الآخر هو فقط من يبدي رأيه بآلاء، لأن التعامل والتواصل والاحتكاك بالآخر هو من يكشف عن الإنسان الكثير من الصفات التي قد يغفلها، ونفسي لا تحزر نفسي، لكن أحيانا أُجيب بعبارة موجزة مكثفة(آلاء خلقت من الطين لتعود إلى الطين).
س / ماذا يشكل الحرف العربي النسوي في تصنيف الكتب العربية؟
لا ننكر جهود الحرف النسوي في جميع حقول الكتابة، إذ وصل لمنافسات في جوائز عربية المعروفة في الوطن العربي، وحتى جهود بعضهن وصل إلى العالمية، لكن نبقى نتساءل عن مدى التأثير الذي تخلقه في النساء الأخريات، وهل من الممكن التنازل من عرشها لتأخذ بيد المبتدئات أو من دخلن الوسط الكتابي، لتشكل امتداداً حقيقياً لهن، ومدى موائمة الطرح النظري والعملي، لتخرج المرأة من عباءة الحيف والظلم، أم يبقى اشتغالهن مجرد دعوات لا تتعدى إلى التطبيق وتتحيز المرأة مكانها الذي تستحق، وهذا هو الأهم في مدى مشروعية الحرف النسوي.
س / هل تشاهدون رثاثة في الوقت الحاضر من ناحية الكتابة في الوطن العربي بشكل عام؟
نعم نشاهد وبكثرة والسبب يعود للمنتفعين من القائمين على المشهد الثقافي، لأن بإمكانهم إيقاف هذا السيل الكتابي الرث الذي لا يغني القارئ ولا يسمن سوى تشويه لذائقته، هذه الرثاثة لا تقتصر على مستوى الكتابة، بل تتعدى لمستوى فنية الكتابة، والموضوع، والشكل الطباعي الذي تظهر به الكتب، حتى فقد القارئ ثقته ببعض ما يصدر من النتاجات الكتابية، لذلك نلاحظ تراجع دور القراءة، ويعتمد في قراءاته على المترجم فقط عله يشفي ظمئه القرائي.
س / ما هي دَوُر دُوُر النشر ؟ وهل يكون الكتاب صادراً تحت إشراف وزارة الثقافة؟ومن الجهات المعنية غيرها، وهل هناك معايير لرفض الكتب؟
تتضح أهمية دور النشر كونها أكثر حضورا في طباعة الكتب من وزارة الثقافة، التي بالكاد نسمع صوتها في دعم الكتاب والكتَّاب، سابقا نعم تجري مراقبة صارمة جداً على المطبوعات، وهناك جملة من المعايير التي وفقها يتم رفض النتاج( لا تكون على مساس بالدين، والسياسة، والتابوات)، أما اليوم فتعيش المطبوعات انفلاتاً كانفلات حدود العراق لمن هب ودب.
س / ما هو الحافز الذي جعلك تدخلين غمار الكتابة؟
الموت، ولابد من محاربته للوصول للخلود بذاكرة الثقافة والمجتمع.
س / الكتابة سلم من يستطيع الوصول إلى النهاية هو من استطاع الانتصار صفي الوسط الأدبي العربي؟
لا يستطيع أحد الجزم بالوصول ما لم يلمس فاعليته على تغيير ذائقة المجتمع وأفكاره، وينجو بهم من ضلال الأفكار القديمة ليسمو بهم نحو الأفضل، الوسط الأدبي العربي يعيش في أفضل حالاته، لأن العناية بالكاتب كبيرة وموفر له كل شيء، ونتاجاته تصل لجميع الدول، فهو متابع ومقروء ومتواصل في نشاطاته.
س / الأنثى والرغبة في أخذ مكان مرموق في المجتمع، هل شكلت مراتب مهمة في سلم الكتابة؟
نعم شكلت مراتب مهمة وحضور طاغ في الثقافة
س / في أي سن ظهرت موهبة الكتابة؟ وما هو شعورك عند إكمالكِ الكتاب الأول؟
بدأت بوادر الكتابة منذ 2007، وبعد دخولي الدراسات العليا وإنجاز مشروعي البحثي وتحويله إلى كتاب، كان هو بحد ذاته إنجاز بالنسبة لي، أما شعوري لم يكتمل فرحه ما لم أدخل معترك الكتابة بمنجز آخر لتكتمل فرحتي، والحمد لله توالت الاشتغالات البحثية، وبقي ذلك الهم الكتابي يراودني للحظة، ولم يكتمل فرحي بفعل هاجس الكتابة.
س / اتخذتِ منحى مَن من الكتُّاب في الكتابة؟
لم أتكئ على أحد المناحي، بل محاولة خلق خليط أمازج بينه ليظهر خطي الكتابي بوضوح في قادم الأيام
س / أي نوع أدبي تفضلين؟ وأي نوع كتب تفضلين؟
الشعر هو سيد الأنواع من وجهة نظري، ليحتل النقد المرتبة الأخرى، ومن ثم الرواية، لا على التعيين أقرأ جميع الكتب دون تفضيل للاستزادة المعلوماتية.
س / هل تمتلك دكتورة آلاء خلفية أدبية في العائلة؟
بصراحة تامة لا، كنت فقط أشاهد اهتمامات الوالد بالقراءة اليومية التي تقتصر على نوع معين، بل منفتح على جميع الأنواع، هذا الاهتمام حفزني كثيراً للفعل القرائي.
س / الوسط الأدبي ماذا يمثل في حياة آلاء؟ وهل تواكب جميع الفعاليات والنشاطات؟
لا يمثل لي شيئاً، أواكب فقط الفعاليات المهمة جداً نحو معارض الكتب، والحضور لبعض الجلسات التي أحس أن المحتفى به يستحق أن أترك من أجله عزلتي القرائية فأحضر.
س / هل واجهت دكتورة آلاء معوقات في بداية المسيرة الأدبية؟
نعم لا أنكر تلك المعوقات والتي تلخصت باعتراض الأقارب على دخولي ميدان الكتابة، لكني كنت عازمة وأدرت ظهري لهم، وواصلت مسيري لأصل لمبتغاي بفضل الله وتوفيقه.
س / كيف طورت الدكتورة من موهبتها؟
القراءة هي العامل الرئيس والمهم في تطوير الكتابة، وعدم الانغلاق على نوع، بل الإطلاع على النص الجيد والرديء والمتوسط ولكي أمسك بمقومات كل نص وسبب نجاح هذا على غيره.
س/ رسالة إلى الكُتّاب الشباب؟
قبل كل شيء أن يثق بموهبته، ولا ينتظر دعماً من أحد ولو بكلمة، عليه المثابرة بالقراءة المتواصلة، وأخذ رأي أناس مهمين في الوسط بما يكتب، ويقبل النقد والانتقاد ليصحح مسار عمله، ولا ينحصر فكره فقط بالشهرة، بقدر انهمامه بكيفية التأثير بقارئ نصه.
المحرر صابرين صاحب sabara_ss
قسم الحوارات الادبية
حوار مع الكاتبة والناقدة الاء السعدي@1pd_8
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق