الأربعاء، 14 أبريل 2021




 كأنني فقدت حياتي:  

 جلستُ في الركن البعيد من الشارع،  أراقب بصمت لم يكن حولي سوى دُخان اِبْيَضَّ وأشخاص لم أراهم بحياتي،  جاء ستة أشخاص يحملون جثتي ووضعوها عند باب منزلنا خرجت أمي وعندما أخبروها انهالت بالبكاء واعتلت الصراعات بمنزلنا،  سقطت أمي على الأرض وصرخت أريد رؤيته للمرة الأخيرة وكادت تفقد عقلها فتحوا تلك القطعة الخشبية فيها أنا،  أحلامي المندثرة وأيامي المريرة 

 لم تتحمل رؤيتي هكذا فأبعدوها عني 

 وحملوا جثتي وساروا بها،  نهضت وصرت أمشي خلفهم 

 حطمني ذلك الصوت الذي جاء من خلفي اِنْهَ الوحيد لدي كيف أعيش من دونه،  كتلة سوداء غطتني ودخلت إلى قلبي لم أحبس دموعي وركضت مسرعاً لأحتضن أمي لكنهم لم يسمحوا لي أولئك الحرس وسدوا الطريق علي،  ساروا في الليل المظلم والطريق الطويل 

 كانت كل محطات الحياة تظهر امامي،  مؤلمة قاسية وصعبة 

 وصلوا الى مكان غريب وكبير يحمل بيوتاً صغيرة وكل بيت عليه اسم صاحبه،  بعضهم يحمل صورة صاحبه،  منهم القديم المهترئ ومنهم الحديث،  كلهم مغلقين بالكامل لاتستطيع رؤية أي شيء،  جلست اشاهد ماذا يفعلون بجثتي وضعوها على الارض واخذوا يحفرون مكان 

 بعد انتهائهم وضعوني هناك واهالوا علي التراب،  التفت الى الخلف لم يكن معي أي احد،  كانت احلامي وكل تلك الايام تودعني وتتلاشئ فجأة 

 عندها ادركت ان كل شيءٍ لايذهب معي سوى ذلك الرداء الأبيض،  عدتُ انظر اليهم وانظر الى بيتي الجديد عندما اكملوا رحلوا جميعهم ولم ابقى سوى انا وجثتي،  صمت المكان والزمن توقف في تلك اللحظة،  شعرتُ بالاختناق الشديد والخوف من الظلام تذكرت امي التي تنتظرني 

 استيقظت من ذلك الكابوس لكن مادعاني للبكاء هو ان امي قد توفت قبل سنوات فمن يبكي علي بعد موتي؟


مروة رياض سوير @lahdea_amelاعداد :الاء مزهر@_alaa.m.a093


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الاعضاء

اخلاص سعيد

المشاركات الاكثر شيوعاً