أرغبُ في معاتبة أُميّ كثيرًا.
لم تخبرني الحقيقة، كانت تلهيني بقصص الأميرات والفرسان، وقصص الصبيان والحيوان.
لم تخبرني بأنني سأعمل في سن الثانية عشرة. ولم تخبرني بإدمان عمي الذي حاول أبنتهُ الرضيعة وهو في حالة انتشاء.
يا ترى ماذا بشأن بائع الخبز الذي حاول لمسَ أُختي الصغيرة!
كانت تنهي قصصها الوردية بابتسامة وقبلةٍ وتصبحون على خير.
أذكُر في أحدى المرات وأنا في السوق ممسكًا عربتي التي احمل بها الاطنان، قد ضرب أحد الباعة طفلًا من فريقي، فريقي المتكون من أطفال ذوي عرباتٍ واكياس. قد فقد السمع بعد ٨٤ يومًا لأنهُ لا يملك المال للذهاب للطبيب.
لمَ غفلتْ أُمي عن جارنا الذي يعمل في مصنع الطابوق وبُتِرَتْ يدهُ في الماكنة!
وعن خريجة الآداب في حيّنا التي تعمل في الخياطة وتسمع تذمر النساء اللواتي أقلُ شأنًا منها من اجل بعض الدنانير.
والعروس الصغيرة التي تحتل الزواج السابع من السيد الذي يصبغُ شاربيه ليبدو اصغر سنًا.
يبدو أنها نسيت أن تخبرني عن قناني الخمر المرميةُ في نفايات المدرسة.
لمَ غفلت عن مرض أبيّ الذي اقعدهُ حتى نسينا كيف كان يمشي ويحملنا.
لو إن أُميّ فكرتْ في حلٍ لبنطالي الممزق وجوربي المتهرء، أليس افضل من قصة الاقزام السبعة!
جعلتني اتخيلُ نفسي فارسًا في تارةٍ وفي تارةٍ اخرى سلطان، وأنا في الحقيقة جُنديّ على ذلك الساتر الترابي في ليلةٍ شديدةِ البرد. ولا يمكنني من أشعال النار حتى لا يرانا العدو.
أُسامحكِ يا أُمي على ذلك العالم الذي جعلتيني اتخيلهُ. ربما لتنتشيليني من ما أنا فيه الان.
زهراء عبد الامير صبري
@z07g_
أعداد:آلاء مزهر ازويني
@_alaa.m.a093
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق