الاثنين، 14 يونيو 2021

تأثير الميودراما على الواقع

  






▪️في عام 1994 جُسد فلم «قتلة بالفطرة» محتواه الرئيسي المبالغة في الجريمة حيث يقتل فيه عدد كبير من الناس تسببا به مراهقين حيث يرصد الفيلم مايتعرضان له من معاملة سيئة ومعاناة مقدمة لمحة عن الأسباب التي دفعتهما لارتكاب تلك الجرائم . يستخدم الشابان كلمات تُثير عواطف الجمهور كأن الظروف احطت بهما كنتيجة لارتكاب مثل هذا العمل .

▪️حينما نتمعن في الفرصة التي جعلت لمثل هذه المبالغات حيزا كبيرا من الواقع حيث انعكست خطط ترميز الجرائم والتافهين والمغرضين بالخفاء سلبا على المشهد الثقافي في عصر التكنولوجيا الحديثة .

▪️حينما يشاهد الشاب فيلما أو مقطعا على السوشيال ميديا يكتسب منه نقاط التدمير .. 

بعد رؤية صورة المدخنين حتما سيرتفع معدل المدخنين في البلاد بنسبة معينة 

بعد رؤية صور الإيحاءات والمغريات سيندفع الشاب إلى مشاهدة الأفلام الإباحية وهذا مؤشر خطير على نشأة الجيل .


▪️نجحت مواقع التواصل من خلال المشاهير وصناع المحتوى بأضعاف العديد من المفاهيم المجتمعية التي ارتكزت عليها معتقدات الأسلاف الخاطئة كأن تواجه « التنمر» وتغمده بطرق ومزايا ايصال الفكرة وتكوين الأطر التربوية لكنها لم تصل إلى الآن إلى لب الورق ،

حيث أن المتلقي اعتاد على أسس ومفاهيم مغالطة وبنى عليها مرتكزاته ومفاهيمه حتى أنه لا يستطيع مفارقة النظر إلى صورة الممثلة الفاتنة ولربما تتعلق في حائط غرفته أو تأتيه طيفا في المنام .. 

▪️باتت الشهرة اليوم مجرد ارتفاع الاعجابات أو ينزل المنشور في المحتوى الرائج  على يد  مجموعة من التافهين حيث تجاوز عدد متابعين التافه صاحب الكلمات الدنيئة المليون متابع حينما لا يتخطى شاعر ذو كلمات تطرق على اوتار القارئ الألف متابعة ..

▪️يقال إن صحفياً سأل الكاتب العميق «ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ» ذات مرة: من منكما أكثر شهرة، أنت أم محمود ﺷﻜﻮﻛﻮ؟! ( شكوكو مونولوجست هزلي مشهور، كان يرتدي ثياب المهرجين لإضحاك الناس)، ﺭﺩ «العقاد» ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ: ﻣين ﺷﻜﻮﻛﻮ؟.. وﻠﻤﺎ وصلت القصة ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ قال للصحفي: «قول لصاحبك العقاد ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ، ويقف على أحد الأرصفة وسأقف على ﺭﺻﻴﻒ مقابل، ﻭﻧﺸﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ (هتتجمع) ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻦ!». وهنا رد العقاد: «قولوا ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﻒ ﻭﻳﺨﻠﻲ «ﺭﻗّﺎﺻﺔ» ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﺍﻟثاﻧﻲ ﻭﻳﺸﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ (حتتلم) على مين أﻛﺘﺮ!.

قد يكن جواب العقاد غليظا بعض الشيء إلا أن الناجح يصبح وحيدا لا متميزا أما التافه و اللامجدي تتجمع عليه أمثاله .

▪️برر الكاتب «ألان دونو »في كتابه نظام التفاهة أن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم بعدة أسباب، منها تغيُّر المفاهيم في المجتمعات.. يقول: «لقد صار الشأن العام تقنية استهلاكية لا منظومة قيم ومبادئ ومفاهيم عليا.. واختلط مفهوم المصلحة العامة مع المصالح الخاصة للأفراد.. جامعات اليوم التي تموّلها الشركات، صارت مصنعاً للخبراء لا للمثقفين!.. حتى أن رئيس جامعة كبرى قال مرة: إن على العقول أن تتناسب مع حاجات الشركات!، لا مكان للعقل النقدي !

وان مواقع التواصل نجحت في ترميز التافهين، أيّ تحويلهم إلى رموز، صار يمكن لأية جميلة بلهاء أو وسيم فارغ، أن يفرضوا أنفسهم على المشاهدين، عبَر عدة منصات تلفزيونية عامة، هي في أغلبها منصّات هلامية وغير منتجة. لا تخرج لنّا بأيّ منتج قيميّ صالح لتحدي الزمان."




الكاتبة: اِمتنان الحداد

@emtenan_alhadad



تدقيق: مريم أحمد

@4mar_.a



إعداد: كوثر أحمد 

@4kawther_a


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الاعضاء

اخلاص سعيد

المشاركات الاكثر شيوعاً