يقطنُ في ذلك البيت الرثِ شاب مدخن، يشكو عبثَ الجِرذان الفاسدة في بيتهِ؛في يومٍ قرر بتجريد نفسه وفكرة بالأنقلابِ على كائناتِ البيتِ، أمسك قلمهُ وبدأ يوجه مصيدتهُ على الجرذانِ القذرةِ، فزعتْ تلك الحيوانات المتعفنةَ وتقافزتْ هاربة منهُ في الولهةِ الاولى، لكن في اليومِ التالي قررتْ الجرذان أن تَختبأ تحتَ مكتبة في تلك الليلةِ الجرداءِ، فجلسَ كعادتهِ وبدأ يَخطُ خططهُ لبناء مصيدةٍ أقوى مما سبق، لكن قبل أن يلمس قلمهُ هذهِ المرة هجمت عليه الجرذان وهي فاتِحةٌ فاهها لِتعضهُ، فواحدةٌ مِنهنَ هَجِمَت على إصابعِ يداه والأخرى مَزقتْ جِلدَ يدهِ والبقيةِ هَجمنَ على رأسهِ، قاومَ الشابُ لكنَ عددهن فاق قوتهُ، كان يرى الناس من نافذةِ غرفتهِ فصرخ بأعلى صوتهِ لم يجيب ندائهُ أحد إلى أن قتلتهُ تلكَ الجرذان المتعفنة منتصرة عليهِ كرد على صانع المصيدات، سقط على الارض بوجهِ مشوهٍ بالعضات وإصبعهُ المبتور من مكانهُ تعالتْ الضحكات القاتلة واقسموا أن يحتفلوا بتلكَ الوليمة الضخمةِ وقضموا بقيةَ إصابعهِ واحدًا تلوا الاخر يتلذذونَ بها؛واختلط حبر قلمهِ بدمهِ، لكنَ الجرذان لم تكن ذكيةً كفاية، لأن قلمهُ كان شاهدًا عليهم في جريمتهم.
الكاتبة: زهراء قاسم رسن
@zahraa_qa_
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق