حَلت الحاديةُ عشر مساءً، وعادَ من العملِ مُنهكاً .
فذهبَ يلتقي براحتهُ عندما أتصل ليخبرُها تنتظرهُ أمامَ بابَ البيت..
ترنّمت على أجنحةِ العصافير فرحاً كان وجيبَ قلبُها سيدُ الموقف، مَرت الثواني المثقلة بالأنتظار.
وها هو أتى سيد روحها مُبتسماً، ناعس العيون، ثقيل الخطوات أقترب منها ليصبحا روحين بِجسدٍ.
كانت نظراتهُ الجريئة تُذيبها خجلاً أمسكَ يديها الصغيرتان وقبلهُما بقبلةٍ دافئة عزفت نغماً عذباً ليتراقص كل شيءٍ حولهما، بثمالة ضمها الى صدرهِ مستنشقاً عطرها الذي يحتاجهُ بِأدمان.
أرتمت بأحضانهُ تاركة خلفها العالم بأتساعه!
هي الآن بِعالمُها الملون بالهدوء والأستقرار والسكينة. طبعَ على وجناتها حُبهُ وأشتياقهُ على شكل مزيج من القُبل... بعد تأملهُ عيونها السوداء وشعرها الذي سوادهُ ليلاً بِظلامهِ الحالك.
بِنظرة أخيرة مودعاً أميرتهُ أنه وقت المغادرة;
عاد الى منزلهِ تاركاً صغيرتهُ وعاودَ الاتصالُ بها لتنام مطمئنة قد نامت وعطرهُ ملتصقاً بها.
أغمضت تلك العيون الجميلة ووجهها ضاحِك، والشعور بقمةِ السعادة قد شهّدا القمر في تلك الليلة، لكنها لم تكن تعي انهُ كان اخر لقاء!!
أخر مرة تمسكُ يديهِ الدافئتين،
أنها المرة الاخيرة التي يمرر أصابعهُ على خُصلاتِ شعرها الناعم،
أخر تأمل لنجمتها المتلألئة.
لم تكن تعرف أن النظرةَ الاخيرة كانت نظرةُ وداع!
لقد عاش سوادَ تلك الليلة تحت جفونها،
حفرت تفاصيلُ ذلك اللقاء في قلبها.
مرت ثلاثةُ أشهر وهي الى الآن تنتظر عودتهُ أمام بابَ المنزل مُمسكة هاتفها، تنظر الى السماء...
تنتظرُ بنفسِ اللهفة، والحب، وأضطراب نبضاتِ قلبها.
لقد عاشت بالأمسِ لم تشرق عليها شمس الغد.
أصبحت لياليها عِجاف;
سلوتها البكاء، الذكريات، الانتظار.
اخبروهُ أن يعود هي بحاجةً إليه!
مرَ عليها خريفٌ قاسي
أيامها ثقيلة مُتعِبة
ماتَ كل شيء بِداخلها
أخبروهُ أن يعود!
أميرتهُ الهادئة
أصبحت عَصبيةٌ لاتطيقُ الحياة
يقولون أنها أصيبت بِجنون الأنتظار ..
أسم الكاتبة:الاء حبيب العارضي
المعرف:@ah.18aa
أعداد: تقوى ريان خضر
المعرف:@takwaralkhudair
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق