الأحد، 14 نوفمبر 2021

الجن حقيقة ام خرافة




في بداية الأمر، كثير منا يتعرض لفترة ضيقٍ او كدر، وتتعكر حالته المزاجية فتكون نفسيته منهكة فقد يمر ببعض الوعكات الصحية التي تؤثر على عقله ويسمع ما لا يمكن سماعه(وهم) ورؤية ما لا يرى(تخيُل) وغير ذلك من الأمور التي تصادف كل البشر في حياتهم اليومية، مثل الظلام والخلو وحيدا او السير من غير مؤنس، فتبدأ المشاكل من قعر هذه الأفكار التي يتم تلقينها مسبقا وتسريبها وانطباعها بشكل عميق في العقل الباطن، وهذا يدفعنا حثيثا لبحث هذا الموضوع والغوص في غماره.

تعريف الجن: هو مخلوق اسطوري خلقه البشر القدماء لتفسير الظواهر التي يقصر عقلهم عن تفسيرها والتي لا يفهمونها، والتي لم تتوفر الثقافة والعلم الكافيين لتفسيرها، فاضطروا ان يخلقوا شيئا (غيبي) لالحاق السبب فيه.



هناك سؤالين يجب الإجابة عليهما:


اولا: ما هذه الفيديوهات التي تملئ الانترنت التي فيها القساوسة، والكهنة، وشيوخ الدين؛ اللائي يخرجون الجن من الإنسان أمام اعيننا؟ أهذا كذب؟


ثانيا: الجن أليس مذكوراً في القرآن؟ ام حضرتك تريد قودنا للإلحاد؟ 

للجواب عن هذا السؤال يجب أن نقسم البحث لثلاثة اقسام 


(الجن وتاريخه_ الجن وحياة الإنسان_ وجود الجن) 


الجن وتاريخه: 

حدث الموضوع لأول مرة في عهد أجدادنا السومريين فكانوا يعتقدون بوجود كائن يسمى (البسوسو) تتلبس بالكلب والقط الأسود، وتأخذ الخلاء والاماكن الوسخة مستقر لها، وتعيش بعالم يسمى (العالم السفلي)


ثم تلاهم البابليون باعتقادٍ آخر غير الأول، فاعتقدوا بأن هناك مخلوقات تسمى (الاتوكو) وتعيش في المقابر والاماكن المظلمة. 


اما بحضارة تدمر _اليمن_ أيضا كانوا يؤمنون بشيء ثالث يختلف عن المخلوقات في الحضارات التي سبقتها، كانوا يؤمنون بمخلوقات تسمى الجناية والتي تم اشتقاقها من كلمة جني في الحضارة الاغريقية ومن ثم تحولت إلى (الجن) في الجزيرة العربية وهذا النوع يعيش في الصحاري ويطلُع على شكل بشر ولونه اسود 



فكما ترون ان كل حضارة لديها شيء مختلف عن البقية فكلهم كانوا يتفقون على فكرة (يجب وجود تفسير للظواهر) وهذا يدفعهم بشكل غريزي إلى "الايمان بالغيب" لعدم وجود يقين علمي متوفر يستندون عليه.


الجن وحياة الانسان:

لكي ندخل في هذا الجزئية المهمة، يجب أن نسأل عدة اسئلة، فالأسئلة اكبر محرك للعقل نحو التفكر والتدبر، ومن اهمها طريقةً في تشكيك الإنسان في معتقد فاسد او اي معتقد.


أ_  لماذا يعيش في الحمامات او الاماكن المقرفة؟ قد يقولون بانه شر و سيء، فبالطبع يعيش في اماكن فيها طابع السوء والقبح، أو بأن هناك حيوانات تعيش في الحمامات ومرافق الخلاء؛ فما دامت هذه الحيوانات تعيش في هذه الأماكن فلمَ تنكر بأن الجن يعيش أيضا في هذا الأماكن؟ فيكون الجواب: بان الحيوانات تعيش في هذه الأماكن لكون وجود الرطوبة ودرجة الحرارة المناسبة والكائنات التي تتغذى عليها، فما دخل هذه الأشياء في الجن الذي هو غير مادي اصلا ولا يمت للمادة بصلة؛ ثم إن الإنسان في الدول الغربية من يسكر ويغني ويفعل ما يشائ في الحمام، ثم يصحى الصبح يمارس حياته بشكل طبيعي، ام الجن فقط عندنا؟! 


ب_ على اي اساس يأتي لخدمتك وتسيير امرك؟ وهل هو خُلق لخدمتك، هل هو موكل بقضاء الحوائج؟ ام انه يمارس حياته الطبيعية، مثلا هو نائم مع امرأته فتقوم حضرتك بتلاوة هذه الايات مع هذه الكلمات بهذه الطريقة المعينة فيأتي رغما عنه منفذا اوامرك، من انت حتى يفعل هكذا الم تسأل نفسك؟ ثم من اول شخص ابتكر هذه الطريقة؟ وكيف عرف ان هذه الطريقة تكون بهذه العمل وهذه الحركات؟ كلها اسئلة مشككة و مريبة إن تدبر احد فيها وتأمل ملياً. 


ج:

الجن وحالات التلبس:


 هناك دراسة أجراها علماء نفس في الصين على مجموعة من الأشخاص في مستشفى الامراض العقلية كانوا يقولون بانهم ملبوسين، كان عليهم اعراض مخيفة ومريبة، هذه الاعراض يسميها الناس العامة (تلبس الجن) كان تكون نبرة صوتهم تتغير او حركاتهم غريبة جدا، فالعلماء بعد ما قابلوهم شخصوا حالتهم بانهم مصابين بمرض نفسي اسمه possession disorder والذي يندرج تحت سلسلة أمراض عقلية اسمها dissociative trance disorder و٤٥٪ منهم مؤمنين بانهم ملبوسين بروح أناس ميتة، و ٢٠٪ مؤمنين ان هناك الهة صينية متلبسة بهم، واسموا ذلك (كوايفو) اي بما معناها بانهم نفسنا بالضبط، وحسب الـDSM (الدليل للأمراض العقلية) وحسب هذا المرض _المذكور اعلاه_ انه يكتسب اعراضه من افكار الشخص المريض نفسه، يعني انظر له أين يعيش ومن خلالها ستعرف ما هي الاعراض التي هو مؤمن بانها ستظهر عليه، فعندما تأتي للمسيحيين ستراهم ينهاروا ويتعصبوا بوضع الصليب عليهم، لأنهم متربين انهم ملبوسين بشيطان ومؤمنين بأن الشيطان يخاف من الصليب! او المسلمين ستلاقيهم يقومون بحركات جنونية عندما يقوم احدهم بقراءة القرآن، لأنهم متربين بانها من اعراض لبس الجن، ولان المرض هو نتيجة افكار الشخص نفسه بالإضافة إلى التجارب التي مر بها، التي من قسوتها جعلت عقله ينفصل عن الواقع، تبعا لذلك فانك لن ترى طفلا عمره سنتين او ثلاثة او أربعة لديه مرض نفس هذا، لان ليس لديه اية افكار او تجارب! ثم لنفترض ثانية انك عندما تعطي لشخص بوذي ماء مقروء عليه بعض من آيات الإنجيل او مسيحي تقرأ عليه تعاويذ صينية او مسلم تقرأ له آيات التوراة المخصصة لطرد الأرواح، فماذا سيحصل لكل هؤلاء؟ نعم الإجابة كما هي في عقلك الان، لن يحصل لهم شيء! لأنهم لا يؤمنون الا بالشيء المتربين عليه هم، فباعتقادهم ان الطريقة غير المألوفة لا تجدي نفعاً.

 

 هناك حالات نفسية كثيرة مثل الذهان وانفصام الشخصية والاكتئاب... كلها قد تصيب المريض، لكن بجهل الناس قد يذهبوا للجن والشعوذة والسحرة الدجلة. 

وجود الجن:


هل الجن حسب كلامك موجود ام لا؟

الجن حسب ما طرحته آنفا غير موجود باي شكل من الأشكال وباي طريقة من الطرق وليس له أي تأثير على حياة الانسان ابدا، اما نحو ايمانك بالجن لأنه مذكور في كتابك المقدس، فيمكنك الإيمان بوجوده لكن لا يمكنك الإيمان بتأثيره (باي شكل من الأشكال) وهذا حل إن كنت مؤمنا بما ورد بكتبك المقدسة.


في الختام اقول: تحرر من اوهام، ادعس على ايمانك الزائق فربما حتى دينك بريء مما تعتقده! في كل الأحوال شكرا لكل قارئي مقالي هذا، واتمنى ان يزيدني الله وأياكم علما.



الكاتب: حسين علي عبد 

@hussien_alabody

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الاعضاء

اخلاص سعيد

المشاركات الاكثر شيوعاً