الاثنين، 30 نوفمبر 2020

"حكمٌ مبتور "

 


 

"حكمٌ مبتور "

بعدَ صيحاتٍ مُستمرة وضجيجِ القاعة، اضطر القاضي لتأجيل المحاكمة إلى الأسبوع المقبل، بناءً على طلب المُدّعي العام، وعدم كفاية الأدلة الموجهة، واختفاء الأدلة من.....

في الساعة الخامسة من صباح الأحد، المصادف الخامس عشر من يناير عام 1990، وبعد الحريق الذي التهم البلدة العام الماضي، مما جعل أغلب سكانها يتوزعون على البلدات المجاورة، استقر الرأي أن تكون المحكمة المهجورة، في منتصف البلدة، هي المقر الرئيسي للمجموعة، وقبوها المعمل.

انتبهت على صوت الصراخ الذي عاد في الغرفة رقم تسعة، ركضت سريعًا واعطيته إبرة المُهدِّئ.

استأنف العمل في المحكمة وقبوها، وعادت النشاطات والأعمال إلى سابق عهدها و بطريقة أقوى.

في مساء شتائي قارص، أقبل أبي ومعه تذكرة إلى بريطانيا، قائلًا  وبعينين جاحظتين:

-احزم حقائبك فقد قررت أن تذهب إلى لندن لدراسة الطب.

-أبي ماذا تقول؟ الطب!!!!

-نعم، الطب وهل هناك اعتراض؟

-لا، ولكن تعرف إن حلم دراسة الحقوق يراودني منذ الصغر.

-وهل هناك حقوق قد حصلت عليها في البلدة؟ يا لك من مُغفل! غدًا لدينا عمل مهم، ويجب أن ترافقني إلى المعمل قبل السفر، هناك بضاعة وعليك رؤيتها. 

في حدود الثامنة صباحًا من اليوم التالي، في المخزن المجاور للمحكمة، كانت هناك روائح غريبة ونتنة، كأنها لجثث أو حيوانات ميتة.

 سيارة بيك آب من نوع شوفر تصطف داخل بوابة المخزن، هممت في الدخول لكن والدي منعني وقال:

- تعال وحقق حلمك.

جلستُ على كرسي القاضي، وتملّكني الفضول فيما يوجد داخل المخزن، بينما أكتب ما كان يقوله قاطعت تفكيري الممرضة وقالت:

-دكتور ايدوارد إن المريض في الغرفة رقم تسعة يريدك الآن.

-حسناً، سأذهب لأراه.

آلان: في الثامنة مساءً من نفس اليوم، أمي  قد تم نقلها إلى المشفى مما اضطرني إلى تأجيل رحلة الدراسة إلى العام المقبل، حيث أثناء نومنا أنا وأبي اختفت من المشفى ولم نجدها حتى اللحظة.

- أريد أن أنام الآن اذهب.

عدت إلى المكتب لأكمل ما كنت أدوّنه. حيث غافلت الموجودين ودخلت إلى ذلك المخزن، انتابني الفزع من شدة ذهولي لما رأيت، طُرِقَ باب المكتب مرةً أخرى أبوا آلان

-أهلًا وسهلاً، تفضلا

الأم: كيف حال ولدي؟  قالتها ودموعها تسيل 

الأب: هل هنالك تحسّن؟ 

أجبت: لا .

استدرك قائلًا :  إن ذوي المقتولة لم يتنازلوا عن القضية، وبعد أسبوع ستتم المحاكمة، نود ابلاغك بهذا وشكرًا.

في المخزن الكثير من الجثث المقطعة، أثداء معلّبة، مكتوب عليها سيتم الشحن إلى كولمبيا، أذرع طازجة إلى أمريكا، وهناك صراخ من تحت الأرض. ورقة على المكتب مكتوب عليها: (شركة ألبرت لتجارة المخدرات والأعضاء البشرية) رأس مفتوح على النصف ولا يوجد فيه دماغ، وبضع لترات من الدم في صناديق النبيذ. سيتم شحنها إلى بوليفيا. الساعة العاشرة من مساء الغد، ستتم محاكمة ألبرت في المحكمة المهجورة، بعد أن قبضت الشرطة على أحد العاملين بتجارة المخدرات، وتم إعادة تأهيلها، وسيصدر القاضي آلان الحكم، وإن التُهم الموجهة لهم هي تجارة المخدرات والأعضاء البشرية.

-محكمة... 

بعد الإدانة الموجهة الى السيد ألبرت، قررت المحكمة الأفراج عنه، وذلك لعدم كفاية الأدلة واختفاءها. صرخت أم عبود بابنها قائلة:

-ولك يمة عبود الساعة بثمانية، خايب ما تكوم تلبس وتروح الكليتك، مو تريد تصير محامي، كوم يمة عبود كوم... 

-صدك جذب يمة جان خليتيني بس أكمل الحكم!

 

محمد جعفر العقابي

@mohamedjafer99

تقديم أستاذة زهراء عمار

إعداد أستاذة زهراء عمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الاعضاء

اخلاص سعيد

المشاركات الاكثر شيوعاً