تُعرف السعادة: بشكلٍ عامٍّ أنَّها الطريق
الحقيقي والدائم لحياتك في اليوم الذي تُدرِك فيه أنَّه بمقدورك التغلُّب على أيِّ
ضعفٍ يواجهك، وأنَّ عقلك الباطن يستطيع حلَّ مشكلاتك وعلاج جسدك، ومنحكَ إزدهاراً
أعلم أنَّه لا يُمكِنك شراء السَّعادة؛ لأنَّ ملَكتُها تُكمن في فكرك وإحساسك يقول "ويليام جيمس"، مؤسِّس علم
النفس الأمريكي: "لم يكن أعظم اكتشافٍ في القرن التاسع عشر في مجال العلم
الطبيعي، وإنَّما في مجال العقل الباطن، أو بمعنى آخر: قوة اللاوعي المعزَّزة
بالإيمان؛ ففي كلِّ كائنٍ بشريٍ يوجد مخزونٌ لا حدود له من القوَّة، حيث يستطيع
هذا المخزون التغلُّب على أيِّ مشكلةٍ في العالم". ربَّما شعرت أنَّك سعيدٌ
جداً عندما وُلِدَ طفلك، أو عندما تزوَّجت أو تخرَّجت من جامعتك، أو فُزتَ بجائزةٍ
ما، أو عندما إرتبطت بالفتاة التي تحبُّها، وغيرها من تجارب لا حصر لها جعلتك
سعيداً؛ ولكن رغم أنَّ هذه التجارب رائعة، إلَّا أنَّها لا تُعطي سعادةً دائمةً
وحقيقية، بل مؤقَّتة. تأتي السعادة الحقيقية من الثقة بالله، عندما تثق بالخالق،
تقودك قوَّة وحكمة عقلك الباطن لتوجِّه كلَّ سبلك، وتصبح حينها إنساناً هادئاً
وصافي النفس؛ إذ طالما أنَّك تريد السلام والحبَّ والسعادة للآخرين وتَكُن لهم
النية الحسنة، فهذا يعني أنَّك حقَّاً تبني البُنية الأساسية للسعادة لبقية أيام
عمرك ،ونحن نهدرُ الكثير من وقتنا في مُطاردة السعادة المؤقتة؛ فقد ننفقُ أجرَ
شهرٍ كامل على هاتفٍ محمولٍ نفقدُ اهتمامنا به بعد فترةٍ وجيزة، ونُفوت أعياد
الميلاد الهامَّة بسببِ وظيفةٍ لا تعود علينا سوى بالقليل مادياً، نوافقُ على
إنجازِ الكثير من المشاريع في وظائفنا في الوقت الذي نرفضُ فيه مشاريع شخصية
تُسعدنا وتُشعرنا بنشوة الإنجاز، أفضل البشر هم أسعد الناس بل إنَّ أسعد الناس هم
دائماً أفضلهم في فنِّ ممارسة الحياة والتأقلم فيها بنجاح؛ لذا أفصِح كثيراً عن
حبِّكَ لله تعالى واحمدهُ واشكرهُ دائماً، وستُصْبِح حينها أسعد الناس على
الإطلاق قال الفيلسوف اليوناني
"أبيقطيس" "إنَّ هناك
طريقاً واحداً لراحة البال والسعادة، فاجعلهُ دائماً في متناول يدك، وذلك حين
تستيقظ مبكِّراً في الصباح، وطوال اليوم، وعندما تأوي إلى فراشك ليلاً"
لا تدع شيئاً يشغل بالك، وسلِّم أمرك لله السعادة قرار
داخلي.
في الخِتام: يجب عليك أنْ ترغب بصدقٍ بإيجاد السعادة؛ إذ
إنَّك لن تُنجِز أيَّ شيءٍ بدون أن ترغب بذلك، فالرغبة هي الأمل بجناحين من الخيال
والإيمان تخيَّل أنَّك تُحقِّق رغبتك،
وأنَّ هذه الرغبة حقيقية؛ وستتحقَّق حينها بالفعل، وعلى العكس
إنَّ الاستغراق في مشاعر الخوف والقلق والغضب والفشل
والكراهية، سيُصيبُك بالاكتئاب والحزن الشديد؛ لذا تذكَّر أنَّ حياتك هي ما تصنعه
أفكارك، وأنَّ العكس صحيح اختر سعادتك الخاصَّة بك، فالسعادة عبارةٌ عن عادةٍ
جميلةٍ وجديرةٍ بالتأمُّل والإيجابيَّة؛ وإن كنت تريد هذه العادة فعلاً، فعليك
التقيُّد بالأمور التي ذُكرت أعلاه، و لكي
تتنعَّمْ بالفرح والسعادة الحقيقيَّة وراحة البال خلال يومك، بعيداً عن التعرُض
إلئ السلبية والحزن.
للكاتبة :رقية ماضي موزان
@wrdh_97
تحرير: فاطمة محمد المحي
@fatima.m0hmmed
إعداد: كوثر احمد
@4kawther_a
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق