السبت، 2 يناير 2021

"ثورة أكتوبر"

 



بعد تسع وتسعون عاماً يُعيد العراق ثورته وانتفاضته ضد الظلم والجور، ها هو الشعب العراقي يستذكر تاريخه العريق ويعود مرة ثانية ليكتب تاريخ ثورة أخرى ستبقى في ذاكرة الأجيال، لِتُدرس في المدارس مستقبلاً وتُضع في كتب أفضل الثورات العربية. في بداية صيف عام 1920 ميلادي، بدأت الانتفاضة الشعبية وبدأ جماهير الشعب العراقي بالثورة المعروفة ب(ثورة العشرين)، وبعد مرور السنوات عاد العراق ليرفع رأسه شامخاً كما عودنا واعتاد على ذلك ويقول النداء الذي أخذه من الإمام الحسين عليه السلام ((هيهات من الذلة)).  شاء الله عز وجل أن تتشابه الأحداث والوقائع، حيث كانت بداية ثورة العشرين بمحاولة لسجن شيخ عشيرة الظوالم في الرميثة من قبل الاحتلال لتنطلق شرارة الثورة البطولية، إما الآن في انتفاضة أكتوبر التي كانت شرارتها محاولة تخفيض رتبة القائد العراقي الشجاع عبد الوهاب الساعدي، بدأ الشارع العراقي بالغضب وصاح بصوت عالِ سمعه كل العالم ((كلا كلا للأحزاب)). هكذا مهدت الأحداث لبداية الثورة التي انطلقت في أغلب محافظات عراقية سواء كانت جنوب العراق او شماله بما في ذلك محافظات الوسط، حيث بدأت في بغداد ثم انتقلت الى محافظات جنوبية ثم إلى الشمال، وشهدت تدمير مكاتب الأحزاب في المحافظات وحرق العديد من مجالس المحافظات، وشهدت سقوط العديد من الشهداء وصل عددهم إلى 250 شهيد حسب مفوضية حقوق الإنسان والكثير من الجرحى تجاوز عددهم ال أربعة آلاف جريح. توحد الشعب العراقي من كل طوائفه بوجه السياسة الظالمة والحكومة المنحدرة، حيث لم يعد للدين معنى بل كان شعارهم ((انا عراقي اريد وطن))، شارك في الثورة كل فصائل الشعب بما فيهم الأطفال والنساء والرجال، وكان الدور الابرز للشباب الذين كانوا اول من خرج في الثورة، وقد وقع العديد منهم شهداء. بعدها شاء الله أن تكون زيارة الأربعين للأمام الحسين عليه السلام في هذا الشهر ((شهر الثورة))، ليعود المتظاهرين إلى هذا الواجب المقدس يؤدون مراسيم الزيارة الاربعينية ثم تنطلق ثورتهم امتداداً لثورة ابي الاحرار سيد الشهداء، رافعين شعارهم ((نازل اخذ حقي)) وهو شعار بسيط تكون من ثلاث كلمات هزت عرش الطغاة والفاسدين، ليرتعب حيتان الفساد من هذا الشعار الذي حمله الشعب. فعادت الثورة أكبر من الأولى بمشاركة شيوخ العشائر والاعلامين والممثلين، ثم أتى الدور على العنصر الأساس في استمرارية الثورة وهي عصيان الطلاب الذي قامت به جميع جامعات وثانويات العراق، حيث كان لهم وقفة تستذكر لن تنسى أبداً مساندين بذلك مطالب المتظاهرين، ثم بعد ذلك بدأت النقابات في العراق تشارك الإضراب ليبدأ من نقابة المعلمين ثم المحامين ثم العمال. حاول البعض أن يضعف ثقة الشعب بالمرجعية الدينية بقوله: لماذا السكوت وعدم مساندة المرجعية لكم؟...  وبدأت الأطراف الصهيونية والبعثية بالتدخل وحاولت اخماد الثورة، ليأتي الرد سريعاً وقاسياً لجميع من شكك بأحقية الثورة وسلميتها من المرجعية في خطابها يوم الجمعة بقولهم ((ليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة بتوجه معين أو أي طرف اقليمي أو دولي أن يصادر إرادة العراقيين في ذلك ويفرض رأيه عليهم)). هكذا لم تبقى اي جهة في العراق لم تساند الثورة، حيث شارك فيها علماء الدين والمرجعية والموظفين والأطباء والمحامين وطلبة العلم والطبقة الفقيرة مطالبين باسترجاع حقوقهم المنهوبة. الآن وبعد تسع وتسعون عاماً، هل سيفرح الشعب العراقي في عامه المئة بعد ثورة العشرين بانتصار الحق وعودة حقوق الناس أم أنه سيبقى الفساد يحوم حول بلدنا الحبيب العراق؟


الكاتب: محمد حيدر

@eook13

 

تحرير: فاطمة محمد المحي

@fatima.m0hmmed

 

إعداد: كوثر احمد

@4kawther_a

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الاعضاء

اخلاص سعيد

المشاركات الاكثر شيوعاً