صديقي المجازي

 

 يَشتري الأحذية الجلدية ليحتسي الطرق،  يبحث عن نفسه في ظِلّ المارة،  يُغمض عينيه،  ويرسم خَطًّا وَهْمِيًّا بينه،  وبين أخر العمر.  

 يَتَناول بعد الإفطار شجرة عَلقت بين أسنانه الذهبية غُصن ليمون لكي يَتَعطر بقية يومه في كلامه المفروض على واقعه،  وموعد مع نفسه لكي لا يُعيد ما حدث مع ماضيه المكلل بالضجر،  الجميع ألبسه ثيابًا ورُزق بنقودٍ،  ولم يغير ثوب حزنه،  يُحدث نفسه ويقول أنا أتحدث عن كل شيء في الوقت الذي لا أعني شيء،  وأرى كل شيء أمامي،  ولا أحب النظر إلى السماء كيلا تظن أني تحتها،  ولم أصدق أني تراب حتى بللتني بمائِها.  

 صديقي الذي أعرفه يجلس في المقهى،  ويكتب عن السائرين المتجولين في قضمةِ أفكاره بحبرِ قمرٍ أبيض يخفيه تحت ملابسه عندما مر من شرفتهِ السابقة،  ذلك كان الفاصل بيننا،  ولم يَتَّبِع ظله،  وفي الفراغ له مقعدان بلون الوقت المُرّ في حياتهِ السابقة،  وطعم الفقدان بلون الزحام بداخلهِ،    وكومة من الوقت المُبتل بالغيابِ لنفسه،  وأخبرت النادل الذي يُطل في حياتي أضف قليلًا من الوقت في سُكر حياتي ودع حياتي تتساقط فيها الأيام.  

 صديقي مات في المساء وعندما عُدت من جنازته وجدته متكئًا على ظلي،  ويخبرني لا راحة في سفر الحياة ليواري في عورةِ عكاز نفسه.

 عماد علي @mjnoon.  9 

اعداد الاء مزهر الساعدي 

_alaa.m.a093