بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَحِيم
مِنِّي أنا أحلام، إليكِ يا رُوحِي الطُفولِيَّة، التي تَخْتَبِئِينَ في أقْصَى ثَنَايا قَلبِي.
إلى العُنْوَانِ المُرْفَقِ أدْنَاه:
قَبَل عَقدَيّنِ مِنَ الزَمْان/شَارِعُ الرُوحِ البَرِيئَة.
أَكْتُبُ لكِ يا طِفْلَتي هَذِهِ الرِسَالة، لأُعْلِمَكِ بأنَّ وَقتَ الهُدْنَةِ قَد حَان، عَلَّها تُأجِجُ شَوقكِ لِلحَياة.
أمَّا بَعْد:
رُوحي الطُفولية، أعلمُ أنكٍ ما زلتي تَتذكرينَ جَيدًا ذلكَ اليَوم، حينَ أحاطتكِ مجموعةٌ منَ البَالِغِين، و ثَقَّبُوكِ بِخَنَاجِرَ مِن حُرُوف، وَ حِينَ سَالَتْ مِنكِ ألوَانُكِ، عَبَؤها في أبَاريقِ القَهْوَة، و جَلَسوا يَرْتَشِفونها على الشُرُفات، و يُحَلُّونََ بِقِطَعٍا من ضَحِكتِكِ البَرِيئة؛ نَسَجْتي يَومَها مِن خُيُوطِ الدُهْمَةِ سُورًا و أخْتَبئتِي و خَاصَمتي الحياة، و مَضَتْ عُقُودٌ تَجَاهَلتِي فِيها نِدَاءاتِ الأمل، و ها أنا اليوم أدْعوكِ، لِنُعَالِجَ جِراحَكِ معًا، و نُضَمِّدَها بِضِمَاداتِ الحُلُم، اِسْمَحِي لِي يا صَغِيرَتي أن أهْدِمَ ذَلِكَ السُور، و أصْنَعَ لكِ من شُعاعِ الشَمْسِ أجْنِحَةً، حَرِرِي الألَمَ و حَلِقِي و عَانِقِي زُرْقَةَ السَمَاء، تعاليّ يا حُلْوَتي لِنُصَالِحَ الحَياة، فأنا الآن هُنا، سَأحميكِ مِن خَنَاجِرِ الحُرُوف.
سَأُرْسِلُ الرِسَالةَ مع حَمَامَاتِ السَّلام، لِتَكُونَ شَاهِدَةً على إنْعِقَادِ الهُدنة، أنا الآن أقِفُ على الجَانِبِ الآخَرِ مِنَ السُور، يَدَيَّ مَمْدٍودةٌ إليكِ.
مَلاكُكِ الحَارِسْ.
حُرِرَتْ في يَومِ الأربعاء، الحاديَ و العشرونَ مِن شهرِ نَيسان، عامِ ألفَينِ و واحدٍا و عِشْرُون.
أحلام أحمد بسحم
@dre_mj
تقديم : أستاذة مريم الموسوي ، أستاذة مريم مازن، أستاذة شروق كريم
إعداد: غندة كريم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق