الأربعاء، 14 أبريل 2021




 " شَارِعُ مُلَطخٌ بِالدَمِ  "

كَمْ هوَ صعبٌ أنَّ تَسيرَ فيّ شَوارِعِ وطَنِكَ وترىٰ أبًا يَجلِسُ فيّ زاويةِ الشارِع وهوَ شارِدٌ! 

 وفجأةً يَتكلمَ ليقولَ لَكَ: أنتَ تَسيرُ علىٰ دَمِ أبني! 

نَعم، ماذا تَقول؟

أقولُ لَكَ، أنت تَسيرُ علىٰ دَمِ أبني هُنا توفيَ أبني الذي لَمْ أملُك غَيرَهُ فيّ هذهِ الدُنيا. 

كُنا نَضحَكُ سَويةً، ونتبادَلُ الهمومَ، ويأتي إلي فيّ كُلِّ مَرةٍ يَقفِزُ من فَرحَةِ نجاحهِ تَذلّلتُ مِنْ أجلهِ لِبائعِ الحلوىٰ عِندما كانَ يُريد الحلوىٰ، ولِبائعِ الألعاب عِندما بكى لِإمتِلاك سيارةً صغيرةً.

فَرِحتُ وشَعرتُ بِشعورِ فَخرٍ غريبٍ عِندما تَخرجَ مِنْ جَامعتهِ فكانَ َيرميّ قُبعتَهُ ويَنظُر إلي بِضحكَةٍ تَكادُ تَشقُ وجهَهُ نِصفين، وبعدَ كُلِّ ذَلِكَ أنا هُنا أليوم أنظُر إلىٰ الناسِ وهي تَسيرُ علىٰ دَمهِ الذي كانَ هُنا.

 هنا بِالضبط حينَ قالوا لي: إنّ إبنكَ لاجُثةَ لَهُ فأستَعنْ بِاألله لا جَسَدٌ تَضُمَهُ، ولا وجهٌ تَراهُ آخرَ مرةً، ولا عِظامٌ تَزورُها في قَبرٍ صغيرٍ وتبكي مِنْ الألم. 

انا هنا لا أفعَلُ شيء سِوى البقاءَ علىٰ الرصيفِ إلىٰ وقتِ هِدوءِ الشارع لِأنامَ علىٰ البُقعةِ التي كانَ عليها دَمُ أبني لِانامَ علىٰ آثرٍ مِنهُ.

سما



إعداد: مريم البهادلي @mem_raid87


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الاعضاء

اخلاص سعيد

المشاركات الاكثر شيوعاً