في حياتنا تُستأنَف سيناريوهات التمثيل بشكل روتيني والأغرب من ذلك إتقان البعض أدوارهم بنجاحٍ متكرر.
في كل صباح نُسدِل الستارة على نوافذ اعماقنا لكي نَحجُب عن منهم حولنا تلكَ المخلفات المبعثرة جراء حروب ذواتنا الليلية.
يا تُرى كم هي عدد المرات التي تظاهرنا فيها بالبهجة والسلام على أمل أن نكون نجحنا في اخفاءِ ذلك الحطام؟
نحن محترفون في التظاهر بدور السعداء خوفاً على خواطر الاهل والاصحاب فنسعى جهداَ لإخفاء الخراب
وأيّ خراب؟
ذلك الخراب الناجم عن تساؤلات النفس المفرطة والتعزير الصارم على الذوات.
في الواقع إنّ هذه الستائر المُنسدِلة هي أشرِعةُ ذكية لتحريكِ سفينة الحياة وإلا فلولها ما كنّا لنتصور ماذا سيحصل؟
تخيل لو اطلع كل منّا على حطام الآخر واختلاجاته النفسية لَتفشى وباء التشاؤم بين الناس فهذه الستائر هي كمامات من نوع آخر والالتزام بارتدائها شرط لضمان وقاية المجتمع من فيروس الحزن والكآبة .
بالتستر عن شعور الألم بابتسامة مُختَلقة أهون من إدخال من حولنا في ازقتنا المظلمة ..
في كل هذه التعرجات في مسار حياتنا لم يكن لنا ملجأ نفزع إليه إلا السماء , فهناك نبث ما يجول في خواطرنا بصمتٍ وخفاء.
فظلامُ الليل قد اخفى كل شيء ونسيم الرياح حمل العبارات الى الافق البعيد والله المطّلع الوحيد.
ثم صبراً:
فكما يُذاب الجليد، وتُصهر المعادن والحديد، ستُشرِق شمس الفرح من جديد.
#والسلام على الصامدين رُغم سيول الحطام.
الكاتب: محمد فياض
Mohammed.Fayyadh@
تدقيق: مريم احمد
@4mar_.a
إعداد: كوثر احمد
@4kawther_a
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق