الجمعة، 14 مايو 2021

جذور

 


المشكله اننا نتربى على قيم خاطئة ولا تمت للصحة بشيء ولكن حينما نسمع من يقول يجب أن نتعامل مع أمر ما بطريقة مختلفة عن السابق نحن نفهم اننا يجب ان نفعل ذلك لكن كيف ؟! ماهي الطريقة ؟ 

نحن اليوم نفتقر للتوعية بالامور التي لابد لنا ان نغيرها لاننا ننشئ في مكان ذو قيم لا ينغرس فينا التعامل الصحيح كما اننا لا نعي انها بديهيه فيظهر لنا الامر وكأنه جديد ومنبثق للتو ، ناخذ مساحة من الوقت ليست بالقليلة نكتسب تلك المعلومات والمهارات الحياتية الجديدة بنظرنا ونطور ذواتنا ، الحقيقية تكمن بأن من الصعوبة على من تربى وكبر على شيء ان يغيره فضلا انه لا يؤمن بان هذه الاشياء صحيحة وضرورية كمثال على ذلك انتشار ظاهرة التحرش على انها عادية جدا ولا تثير حنق المجتمع مثلما يثيرهم ملابس النساء والعنف الذي يلحق بهن ويعتبرون أن من الحق لهم أن يتدخلوا ويتحرشون فيهن لهذا السبب اما الاخيرة فلا حق لها مطلقا، يعود ذلك للتربية الخاطئة وانعدام الفهم الصحيح للحريات والاعتبارات مثل تقبل الاخر وعدم المساس بهم لاي سبب كان ونرى أنهم يرجحون السبب لملبس او اي شيء آخر لتبرير أفعالهم والتسخيف من الآلام الناتجة ، يتناسون التخلف الذي يأكل عقولهم من الداخل ، أكبر المعضلات وأكثرها حساسية هي الجنس، من المحرم عليك أن تتحدث بصورة واضحة ومباشرة عن اهم وربما ارقى شي يحدث في حياتك دائما يكون ضمن المحظورات ولهذا السبب تجده مبهم لا احد يعرف كيف يتم الأمر بالطريقة الصحيحة والسليمة وكيف يمكنه الاستمتاع بأفضل صورة واكتشاف ذاته وامتاعها يقتصرون على بضع فيديوهات لا وجود لمثلها قي الواقع لا الاجسام ولا الوضعيات او الاشكال والاحجام. الثقافة الجنسية مهمه لكنهم يعتبروها من الانحلال حتى وان كانت من منظور طبي وعلمي لا يخدش الحياء وإنما يخدش العادات والتقاليد التي تنخر المجتمع وتجعله في وضعية الركود المستمرة ،لا ضير بل إن من الاساسيات والمهمات ان ذكرت ان التربية الجنسية لا تقتصر على الجنس بين الرجل والمرأة فهي تتعدد وتتطور مع نمو الإنسان بداية بتعريفه بجنسه وجسده وتسمية الأعضاء كما هي العين والأنف بالأعضاء التناسلية لها أسماء علمية يجب على الطفل معرفتها ويكتشف جسده ثم معرفته باختلافه عن الجنس الآخر وصولا لتنظيف الجسم وحمايته، تعريف الطفل ان لا احد يلمسه بطريقة معينة او يخلع ثيابه او يجبره على تحسس جسد الفاعل وان حدث له يجب ألا يتردد بأخبار من هم أكبر منه ليتصرفوا واجسادنا هي ملك لنا ونحن من نفعل بها ما نرغب فقط ، بدلا من ذلك تجد مجتمعاتنا تسمي الأعضاء بمسميات ليس لها معنى حتى ان تعرض الطفل للتحرش او الاغتصاب يكون الفعل مبهم لان لا احد يفهم ما يتكلم عنه وإن تكلم تجدهم يتسترون على الفاعل ويتجاهلون وكأن الأمر طبيعي يجب أن نتصرف بحزم تجاه هكذا امور وان من اسوأ الامور اهمالا هي نفسية الطفل بعد الحوادث حيث يتسمم ولا يعد نفسيا صالحا للحياة يترتب عليها عوارض اخرى تؤدي الى امراض نفسية وحالات مستعصية. وصولا للمراهقه والتعرف على جوانب النمو لكلا الجنسين والاختلافات بينهم يقوي الصلة بين الفرد وجسده مما لا شك أن الحالات التي نراها اليوم من نفور الفرد من جسده ورفضه ان كان فيه عيب معين او اثار ربما يرفض الشخص أن يرى جسمه بالمرآة ولا يرضيه شكله سيتسبب بقلة الثقة بالنفس ومقارنته بغيره وهو الاسوأ، وفي حتى وصوله لمرحله معينه يجب ان يدرك الارتباط بين الرجل والمرأة ليس على صعيد الزواج فقط وإنما الصداقة والزمالة ليفرق بين كلا على حدا ، بسبب الجهل والتخلف والفصل الجنسي للرجل نجده اليوم لا يفرق ولا يرى المرأة إلا جسدا، يعود الاعتبار للعاهات والتربية العربية التي تسلع المرأة وتربيها على أنها جسد وجب أن تهتم بجسدها وشكلها ووزنها ولا تكاد تخلو مجالس النساء من الامور السطحيه كهذه إلا من نشزن عنها وتسلحن بسلاح العقل والمعرفة ليتخطى الحديث العمل والكتب والفلسفة والأحلام. واعيد قولي هذا أن المجتمعات العربية تحتاج اليوم إلى إعادة صيانة من الجذور وتوريث جيل مؤهل لحياة صالحة ذو عقل والابتعاد جل الإمكان عن الزيادة للكثافة السكانية.







الكاتبة: روان ليلى

@rwana800



تحرير: مريم احمد

@4mar_.a



إعداد: كوثر احمد

@4kawther_a



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الاعضاء

اخلاص سعيد

المشاركات الاكثر شيوعاً