الأربعاء، 29 سبتمبر 2021

التجنيد الإلزامي والتنشئة الأخلاقية!

 





موضوع التجنيد الإلزامي صار حديث الساعة الذي لا ينفك الناس عنه وهم بين مؤيد ومعارض ومخبر ومتلقي ومتوعد وممتعض لما إقر من قانون في هذا الشأن وجميع الأصناف سالفة الذكر تواقون الى لحظة تطبيق هذا القانون فقط لعيش هذه اللحظة التي لا بد أن تثير دهشتهم وتعجبهم بطريقة ما ، أما عن سبب هذه الدهشة فهي حالة خاصة في طبيعة مجتمعنا يتميز بها عن غيره من المجتمعات ولسنا بذلك الصدد . 

بادئ ذي بدء علينا التعريف بما يعنيه (التجنيد الإلزامي) هو يعني اختيار الرجال، والنساء  أحيانا لمن تتوفر فيه الشروط اللازمة، للخدمة العسكرية الإلزامية ويدعى أحيانا الخدمة الوطنية، فيخدم المجندون لمدة تتراوح بين عام واحد أو ثلاثة أعوام. وقد استخدمت كثير من الدول في وقت الحروب، ولكن العددً القليل منها استخدمه أثناء فترات السلم. وقد استغنت عنه دول كثيرة ايضا وهناك من خفضت من سني الخدمة. 

#إقرار_قانون_خدمة_العلم 

في العراق بعد ١٨ عاما من الغائه بقرار من الحاكم المدني الأميركي بول بريمر عام 2003، والذي بموجبه حلّ كافة التشكيلات العسكرية والأمنية، واعتمد نظام التطوع في المؤسسات الأمنية والعسكرية بدلاً من الخدمة الإجبارية. أعلن مجلس الوزراء العراقي منذ أيام إقراره مشروع قانون خدمة العلم الذي طرحه مجلس شورى الدولة، وإحالته إلى مجلس النواب العراقي لدراسته وتصديقه، ولم يذكر بيان الحكومة معلومات إضافية بشأن مايتضمنه القانون.

ويعتقد بعض الخبراء في الشأن العراقي أنه يستند إلى مشروع سابق أقره البرلمان عام 2016، إلا أن رئيس مجلس الوزراء السابق عادل عبد المهدي رفض المصادقة عليه نتيجة لضغوط سياسية. وهذا القرار كأي قرار تتبناه الدول له ايجابياته وسلبياته ولا يسعنا التطرق الى كل ما ينطوي عليه من مناقب ومثالب. 

# تنشئة_اخلاقية_ام_تحذلق_واهم ! 

ارمي من خلال هذا المقال الى تسليط الضوء في الاجابة على التساؤل الآتي...

ما الذي يمكن أن تضيفه الحياة العسكرية إلى شخصية الفرد المجند وهل تؤثر في سلوكه وأخلاقه مع عدم إنكار ما انتشر من مظاهر الميوعة والتخنث عند بعض المراهقين في مجتمعنا ؟. 

وللاجابة على هذا السؤال يقتضي ان ننوه ان كل مؤسسة ينتمي إليها الفرد رسمية او غير رسمية تؤثر وتتأثر بشكل أو بآخر على الفرد الذي ينتمي إليها والعكس وارد لا محال . 

_ من الملفت للنظر تصور البعض أن تلك الخدمة هي الحل الأمثل والوحيد للقضاء على الظواهر سالفة الذكر، اتذكر في بداية الحرب مع داعش الارهابي عام ٢٠١٤ كنا قد تطوعنا في سني المراهقة للانخراط في صفوف هيأة الحشد الشعبي وخضعنا لأول دورة تدريب قال لنا المعلم آنذاك ( نحن هنا نعلمكم كيف تكونوا عسكرى أما اخلاقكم التي نطمح في رقيها فقد حملتموها معكم من المكان الذي جئتم منه ) مغزى ذلك أن الخلق القويم نتاج تنشئة وتربية قويمة وبيئة صحية تحتظن الفرد منذ الصغر وهي لا تأتي من معسكرات التدريب . 

بالإضافة إلى ما يحسب على المؤسسات العسكرية سيما في الدول التي تتبنى موضوع التجنيد الإلزامي هي عشوائية استقطاب المجندين و إلحاقهم بالمؤسسات دون إجراء فحوصات نفسية وجسدية دقيقة تثبت أن الشخص يمتلك السلامة النفسية والعقلية الكافية والمؤهلة للتعامل مع المجتمع المدني وهذا ما يتسبب أحيانا كثيرة في تسلط وتطرف صاحب السلاح على البسطاء العزل وفقدان عامل ضبط النفس في تعاملهم .كما أن التربية على العنف في شواهد كثيرة تاريخية وحاضرة تسببت في ارتداد العنف على المجتمع نفسه وهذا ما قد ينبئ بكارثة مستقبلية . 

ختاما ما انوي قوله باختصار أن البيئة الاجتماعية التي ينشأ ويترعرع فيها الفرد هي المؤثر الأول في تكوين شخصيته وصقل اخلاقه وتقويم سلوكه ولا حاجة لتهويل الأمر الطارئ وتخيل فائدته من هذه الناحية أن التنشئة الاجتماعية تتمثل في منظومة قيم وعادات وتقاليد ومعتقدات ينشأ عليها يتلقاها الفرد من نواته الأولى والتي تتمثل بالعائله ويليها مؤسسة الاصدقاء ثم المدرسة ولا ننسى تأثير البيئة المكانية بالاضافة الى وسائل الاعلام وطبيعة المجتمع وتقاليده وعاداته بشكل عام.




الكاتب: محمد ستار

@mohammed_sattar__




تدقيق: مريم احمد

@4mar_.a




إعداد: كوثر احمد

@4kawther_a





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الاعضاء

اخلاص سعيد

المشاركات الاكثر شيوعاً