لم يكُن لديهم سوى صورة واحِدة كفَنوها بالإطار،
وتأكدوا منهُ حتى لا تسقط صورتِه كما سَقط مقتولاً،
ثُمَّ رفعوها كنعش ووضَعوها على الحائِط طرقوا فيها مِسمارين الأول في أعلى الصورة بمنطقة الرأس،
والثاني في أيسر الصورة في منطقة القلب في نفس الأماكِن التي تلقى فيها الرِصاصتين،
وضعوا المسامير حتى يوقفوا الدم الذي كانَ يسيل كُلما سمع كلمة الحرية،
مرت السنين وهو داخل الإطار..
ويرى كُل شيء ويسمع أولاده يبكون وينظرون إلى صورتِهِ،
أكثر من مرة حاول أن يخرج ويحتظِنهم لكن الإطار كان بمثابة قضبان السجِن لهُ،
ذات مرة وجد طَريقة يَهرب منها من الإطار وفي منتصف الليل هَبط من صورتِه خلسةً و بِهدوء حتى لا يوقِظ أولاده، نزل بهدوء وتَلمس شقوق الحياطين ثُمَّ أخذ يَمسح على وَجنات أولاده وبعدها خرج من المنزل وذهب إلى المكان الذي قُتل فيه أراد أن يعيد اجزائه التي تلاشئت على الأرض ولكِنه لم يجد منها شيء،
عاد بخيبته مسرعاً إلى البيت ليعود إلى صورته خوفًا مِن أن يستيقظ أولاده ويظنون انهُ قد تركهم مرةً ثانية.
الكاتب: علي حسين
يوزر الأنستا: @ali_hussean1
اعداد : سارة ماجد صبار
يوزر الأنستا: @saramajid.6
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق