السبت، 30 يوليو 2022

الهايكو اليوم بين المطرقة والسّندان

 





الماء الذي أنقذ نبتة لا يحتاج إلى عدسة وزاوية تثبت حقيقة وجوده 

الأريج الذي يشدّنا إلى الورد لا يحتاج إلى وسيلة لنقله 

الشمس التي تمنحنا الدفء لا تحتاج إلى شاهد لكي نشعر بها 

تلك الابتسامة المخفية على وجوه الأطفال بلا سبب 

تلك اللحظة التي تأسرنا عنوة لا تحتاج إلى تفسير، و فذلكة لغوية تقنع القارئ بالنصّ إذا لم يحرك مشاعرك هو بلا شرح 

الهايكو ليس أحجية و لا كلمات متقطعة تصر فيها على نقل احداثك اليومية وكأنه موجز أخبار هذا اللون الأدبي لا يحتاج الى كوب قهوة و لا منفظة مكتظة ب الأفكار ولا جلسة استحضار هو حتى وفي عز انشغالك يضيء إليك كالشمس لدرجة أن تشهق من دهشته

الهايكو فن حديث موطنه الأساس اليابان وهو وصف مشهد من الطبيعة بدون مجاز وبدون ادخال ذات الفرد فيه كما يجب مراعاة علامات الترقيم عند كتابته فن الهايكو يحتاج دائما إلى حدث نعيشه ويلتقطه من الطبيعة لمشهد من الجمال التي تبنى من خلالها هيكل الهايكو وطالما عدنا الى البيت والعين حبلى بلقطات الجمال ما علينا سوى صياغتنا المتقنة لها لكي يولد النص جميلا معافى

 يجب إن نبتعد عن تفسير النص للمتلقي لكي لا تحرمه من المتعة الفنية لكن يجب أن نلمح له بذكاء عن ذلك 


كتابة نصوص الهايكو تحصن نفسها بامتلاكها اقل شروط الهايكو من مشهدية و تنحى و انعدام السرد و قبول المجاز الخفيف الهايكو قصيدة تثير جدلاً واسعاً تعدّدت التّيارات التي تجذب الكاتب حتى أصبحت القصيدة معتركاً و وقفت بين خيوط الشد والجذب الهايكو كان ملاذاً للحروب والتمزقات في بلده الأصلي اليابان حيث يعد طريقة لفهم العالم بلغة الطبيعة بعيداً عن الصخب والانعتاق لدنيا رحبة وهذا من أسرار نجاح الفكر الياباني ونهوضه بعد الحرب العالمية رحم الله الشاعر المناضل عز الدين مناصرة يوم قال الشعر اليوم لا يقول لك قاتل بالبندقية؛ هو يشير الى تلك الطفلة

الى تلك الطفلة التي راحت تبحث عن دميتها وسط الركام وتبتسم 

الهايكو كما قلت سابقا هو دعوة للتّصالح مع أنفسنا والكون من حولنا هو دعوة للحياة.



الكاتبة: هديل حمد

@had9eel



تحرير: مريم أحمد

@4mar_.a



إعداد: كوثر أحمد

@4kawther_a


هناك تعليق واحد:

مشاركات الاعضاء

اخلاص سعيد

المشاركات الاكثر شيوعاً