ما أن تتعلم الوقوف واستعمال قدميك وتتعرف على حياتك التي لم تكد تعرفها
يُلبسوك قماش يحمل لون معين وسيئ التصميم احيانا ويأمرك باحترامه وهو لا يصلح لباس
لإنسان .. قماش ما أنزل الله به من سلطان .. تُأمر باحترامه وتبرير من
على أكتافهم نجوم ونسور وحتى سيوف دون غيرهم.
إن مفهوم الدولة الحديثة وفلسفتها في سن القوانين قائم على فكرة حصر
الجريمة بيد الدولة ويمكن أن تأخذ حضرة القارئ غير الكريم ولا تنتظر مني التودد
بصراحة، مثال على كلامي(والامثال تُضرب ولاتقاس) لو انك سجنت أحدهم تُعتبر خاطف
لكن لو فعلت الدولة ذلك لاعتبرته تطبيقا للعدالة ..
مثال آخر لنقل انك اخذت مال أحدهم تعتبر سارق وتحاكم على أساس هذا لكن لو فعلت
الدولة هذا ستعتبر الأمر ضريبة ولو سألت عن سبب الضريبة سيجيبوك أنها ثمن القماش الملون وتوفير ما يحتاجه الفرد عادة ليكمل يومه ..
إن فكرة أو فلسفة الدولة بالدرجة الأساس قائمة على ما تراه الدولة جريمة
فتطبقة على عامة الشعب وتترك فئة ونفسها طبعا دون محاسبة بغض النظر عن
الجرائم الفعلية ... احيانا تكون الدولة هي المجرم الذي يستحق العقاب لكن اين
جلادها منها؟
وتتساءل ايها القارئ ان ما اتكلم عنه هو قانون وتشريع للدستور الذي وافق
عليه غالبية الشعب في فترة فكيف هذا لكن
ماذا لو كانت الدولة نفسها تخرقه وبدعوى كثيرة وبعضها سخيف لو سألتني أليس عليها
محاسبة نفسها بدعوى تحقيق العدالة وإحقاق الديمقراطية التي قامت عليها الدولة
والدستور؟
لنتكلم قليلا عن الديمقراطية ولو بصورة مبسطة وسريعة..
إن الديمقراطية هي إجماع الشعب على اختيار حاكم ودستور للبلاد وغيرها
الحاكم ملزم بالدستور الذي وضعه الشعب أي أنه خادم مقيد بقوانين صارمة وحادة
كالسكين على نحره فإذا ماخالفها تنحره دون اي انتظار ومن يحز نحره هنا هم المقربون
ولست اعني هنا خيانة وانما واجبهم أو ما يمليه عليه الدستور .. بمعنى آخر أن
المقربين وان كانوا يعملون كحماية شخصية او سائقين وحتى العامة من الشعب مهندسين،
اعمال حرة، أطباء، وغيرهم يجب ان يكون ولائهم للدستور الذي خطوه بيدهم لا لجهه ولا شخص ولا لحزب ولن ننظر لشخص من
طائفة معينة وغيره من طائفة اخرى، كلهم ملزمون بما يمليه عليهم الدستور ان كانوا
حقا اوفياء لمن كتبوه.
اي ثورة عارمة تجتاح البلاد بالطول والعرض فما يبقى شبر واحد الا وينادي
بسقوط مخالف الدستور .. لنفرض ثورة في مكان ما في الكوكب وكانت بلا تنظيم (عفوية)
أي هي نابعة من قلوب الثوار وصادقه لكنها تضعف في غياب الإجماع وإذا انقسم الناس
فئات عدة ذلك اسلامي والمقابل علماني ذلك يحاسب على ملابس الآخرين والآخر يقول له
لا شأن لك بغيرك والأخير وهو الاسخف لو سألتني هو توزيع الشعر على الوجه .. أي
أنها وان كانت ثورة بمعنى الكلمة لابد أن تكون مجمعة على قرار واحد فلا تصب في هوى
علماني او اسلامي فالاجتماع قوة والتفرقه ضعف مرير
فلو انقسم الجميع تستفرد السلطة بكل فئة على حدى وبكل بساطة تنهيها تحت مسميات
مخربين، قطاع طرق ولا أحد يستطيع لومهم لأن الثورة لم تعد يد واحدة بل مجرد فرق
ثارت على ظالم لكنها تتصارع فيما بينها بأفكارها تاركة الطاغية خلف اسواره يخطط مع
اصحاب النجوم والنسور ممن باعوا ضمائرهم يخططون لكيفية قتلكم ببث التفرقه و الصاق التهم بكم ..
ان مفهوم الدولة ليس ما اتى بعد سقوط النظام السابق فلا دستور كتب برضى
الشعب ومن يراجع التاريخ سيجد أن الشعب أرغم عليه .. وتذكروا في النهاية انه قد
كانت هناك ثورة وشدت انتباه الملايين حول العالم وتذكروا ايضا ان أبرز مشاكلها هو
وجود حثالات هنا وهناك أفسدوا فيها لا يفقهون معنى أن الثورة على ظالم غاصب معركة
وجود من عدمه، استذكروها بقوة حتى إذا ما قامت ثورة اخرى لا نقع في
اخطاء تذهب بثورة ودمائها مع أوراق التاريخ دون جدوى فقط ذكرى وحلم.
الكاتب احمد نسيم
@chc_0
@fatima.m0hmmed
إعداد كوثر احمد
@4kawther_a
ءستمر بس نزل طريقه نگعد لان جربت طريقتك الوقوف وستعمال قدميك وما اعرف ارجع اگعد
ردحذفجمال المقال واضح وصريح وهادف تبارك الله واضح الكاتب يتكلم بحرقه على وطنه الجميل فواسفاه
ردحذف