الاثنين، 30 نوفمبر 2020

(هيموفيليا الأدب)

 

الهيموفيليا  نَوع من الامْراض النادِرة للدَّم تُسبب عدَم تَجلط مُكونَاتهُ عنْدَ النزيف,  الْأدَب  أَحَدّ أَشكَال التَعبير الْإِنسانِيِّ عَن مُجمَل عَواطف الْإِنسان وأَفكَارهُ بِأَساليب راقية ؛

هيموفيليا الْأدَب  الْحقيقَة الَّتِي سَيطرت على مُعظَم المَنشُورات الأدَبِيَّة التي بَدأَت تُنزف بِغَزارة النَتاجات بِلا رقابَة أَوْ شُعور بالمَسؤلية تجاه تُلكَ الحُروف النَقية التي تَبعثرت على صَفحَات خَاوية الْمَشاعر و الأسلوب ودِقَّة اللُّغَة التي بدَأَت تَتَبخر بَعيدَاً عن جَمالِها؛

 

الْكِتَابة  ذلكَ الْمُعتَقل الحُر الذي لَا يَطأهُ سوى الأَشخاص الْباحِثينَ عن  زِنزانة فَرِيدة من نَوعها التِي تتَفرد بطُرقهَا الْغامِضة لانتزاع الْمَشاعر الْمُتَضاربة  وإدخالهُا في القُبور الْحَية (الْكُتب)، 

 

أَصبَحت الْيَوم رَمزاً لِجَذب الإنتباه و السيطَرة على الْجُمهور بِكَلمات مُنَمقة خَارِجَة عن إِطَار الأدَب  الصَندوق الذي جَمع أغْلَب مُؤَلفات هذِهِ الفَترة أصبَحَ مُتسِخَا يَحتاج إِلَى تَطهير وَاعٍ،ٍ  يَحتاج إِلَى آلية جَديدَة للسيطَرة على النتَاجَات التي أَصْبَحت بُحيرَة دَم ضَحلة لَا يؤْتَمن على تَوَقُّفها في الْقَريب العاجِل؛

 

بَعيداً عن تلكَ الهيموفيليا التي إجتاحت عَصر الثورَة التي كانَ منَ الْمُفْتَرض أَنْ تُطال الأدَب الروائي أَيظاً  نَجد بَعْض المُؤَلفينَ الْبارزِينَ الَّذِينَ إستطاعوا الْخُروج منْ ذَلكَ الصَندُوق والسَيطَرة على لِجَام الْحُروف بِأَحَقيّة جَمال 'قيسي' رِوائي  وناقد عراقي، أَب رُوحِيّ للعَديد منَ الْباحثينَ عن الْمَعرفة مِن شَباب الْأدَب الذِي نَجد فِي مُؤَلفَاته إِطلاق العنان للنزعة  الْبَشرية التي غابت عَن إِنسانية الرواية الْعراقيّة مُنذُ فَترة طَوِيلة، ماسَّة الرمادِيّ رِوائيّة مرأويّة  أُمّ للباحثيينَ عن العَدالَة الإِنْسانِية

سَيطرت بحريَّة أَفكارُها على آلِية المُطالبة بِحُقوق الْمَرأَة داخِل الْمُجتمع الْعربيّ بطرِيقَة مُهَذّبة وتَوعويّة، ثمَّةَ  آخرون لكنَّ المُعجزة الحَقيقيّة للأدَب العراقيِّ حَصلت في مُؤَلفات "القيسي والرمادي" لرُبما سَنجد من يَحذُو حَذوهُم بطريقة صَحيحة مُحاولة منهُ للعَودَة بلأدَب المُقاوم الْعراقيِّ إِلى مكانَتهُ التي يَستحُقها،  تلكَ الَّتِي ورثها من مؤَلفيه السابقين .

 

 كُل الشُّكر لِشعبة الطّوارئ هؤلاء الذينَ إستطاعوا وضع ضمادة مؤقتة على ذِراع الْأدَب قبلَ أَن يُصَاب (بِالغَنغرينا) فَنضطر لِمُعالجته بالبتر وحينها لَن يَكون للشعب العراقي في الْعَصر الْحَديث أَيّ أدَب يَتفاخر بهِ أَحفادهُ.

 

 

 

الكاتب محمد علي محمد

m_rectifier

 

إعداد كوثر احمد

@4kawthee_a

تحرير : فاطمة محمد المحي

@fatima.m0hmmed


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الاعضاء

اخلاص سعيد

المشاركات الاكثر شيوعاً