بغداد / أبريل / 2007
وسادةٌ غامضة ،خرساء في جعبتِها أسرارٌ كثيرة تحملُ ثقل رأسي الذي يحتوي على أطنانًا مِن الأفكار
الساعة تشيرُ إلى الثامنة صباحًا ،أكوام من الكتب حولي مبعثرة بطريقة فوضوية ،قهوة تترك أثرها على الفنجان منذ ثلاثة أيامٍ أو أكثر .
ضوضاءٌ عارمة
وجع الصدفة ... وندم اللقاء يلتبسان الظلام في حياتي .
أميالُ الساعة... وهدير الماء يثيران قلقي ويجعلان وجعي ثورًا هائج كأنين جارتي التي قتلوا زوجها في ظهيرة أمس تحت مُسَمّى ( الطائفية )
نحنُ أن لم يقتلنا الحبُ نقتلهُ
وإن لم يغادرنا ندفنهُ في مقبرة الأحلام
نهضتُ وارتديتُ ألمي وانتعلتُخطواتي البائسة، سرتُ إلى حيثُ لا أين ،أبحثُ عني لعلني أجد قطعةً واحدة تعود لي ، رأيت الكلاب والقطط حتى إني رأيت أطفالًا لا مصير لهم سوى الوقيعة في هذا البلد ، عصافير تعزف الرهبة وتدقُ طبول الحرب .
كان الجو ربيع هادئ في حديقة مليئة بالزهور نادرًا ما أرى السكينةَ في هذا المكان ، جلستُ على مصطبةٍ
وأنا أنظرُ تساءلتُ ! كيف لهذه الأرض أن تكون صبورة إلى هذا الحد ؟!
كيف لهذه الأشجار أن تصمد أمام صفعات الرياح ؟!
كيف لهذه السم... أردت نطق الهمزةِ والألف لكن استوقفني صراخ امرأة مسنة تمت سرقة حقيبتها من قبلِ طفل في عمر المراهقة ؛ أمطرت دموعها وارتعدتُ أنا من هول الموقف .
ماهذا الخرابُ يا الله ؟ إلى اين سنصل ؟ أي محطة وأي قطارٍ هذا الذي ينتشلنا مما نحنُ فيه .
ساعدتها في النهوض وأخرجتُ القليل من النقود لأعوضها خسارتها ولتتوقف عن النحيب ،
لكن !
أراها تزداد أكثر فأكثر تحدثتُ مع نفسي ما الذي تخبأهُ تلك الحقيبة ؟
مسدتُ على ظهرها وأطلقتُ سراح الصمت
- أعرف إن هذه النقود قليلة وربما لا تعوض خسارتكِ ، أرجو أن تقبليها مني ..
- ليتني وضعتُ رغيفاً في هذه الحقيبة اللعينة التي لا تحملُ سوى تقارير طبية ..
صفعتني بكلماتها وأكملت :
- الخسارة الوحيدة أن نمتلك وطن ونسرقُ الطعام من الجياع .. ونسرق الأمان من الخائفين .
الخسارة الوحيدة أن نصعد المسرح دون أي قرار مسبق ونمثل دور البطل الذي يمتلك أرضًا ونحنُ في الحقيقة تجلدنا الكلمات ويخيفنا الفراق في اللحظات المنسية .
الخسارة إننا نمتلك وطنًا لا يمتلكنا .
مريم قاسم
@2k_m_me
تقديم : أستاذة زهراء عمار، أستاذة ضيء مولود
إعداد: غندة كريم
شكراً جزيلاً 🦋🖤
ردحذف