الأحد، 14 فبراير 2021

مصطفى فاضل

 



كنت قد تسائلت مرة عن سبب الخنوع والرضوخ والاستسلام والاتباع الاعمى وراء كل من ينعق بصوت جهور والسعي وراء من بيده العصا،ورأيت أن صفة الجبن قد عظمت فينا وكثر الصياح في ما بيننا وعدم التحليق بأفكار وطموحات أكبر من الواقع الذي نعيشه والقبول بما يمنيه الذين أوجبوا علينا الطاعة.


قرأت صدفة مقولة مقتبسة عن كتاب مقدمة ابن خلدون و رأيت في هذه الكلمات ما علل بعض تساؤلاتي ولكن لم يشفي فضول سؤالي إذ يقول:


"أكل العرب الإبل فأخذوا منها الغيرة والغلظة .. 

وأكل الأتراك الخيول فأخذوا منها الشراسة والقوة .. 

وأكل الإفرنج الخنزير فأخذوا منه الدياثة .. 

وأكل الأحباش القرود فأخذوا منها حب الطرب "


وأردف الناشر بما يقوله ابن القيم الجوزي:

" كلٌ من ألِفَ ضرباً من ضروب الحيوانات اكتسب من طبعه وخُلقه فإن تغذى بلحمه كان الشبه أقوى "


واليوم وقد أكلنا من الخرفان ما اكلنا واكتسبنا تلبية نداء الراعي حتى لو ذهب بنا الى الجزار!.

و اكلنا من الدجاج حتى جَبُنَّا و تعالت اصوات البقبقة في ما بيننا وعجزنا عن حماية بيضنا ورضينا بواقع مهترئ وبلينا بأجنحة لا تطير!.


ولكن ليس الأكل وحده ما قد اوصلنا الى ما وصلنا اليه،بل تجميد العقول واختلاف القيم و سذاجة التفكير وعقور الفكرة والاهم هو ضعف الإيمان والبعد عن الدين واستبداله بحب الدنيا،فتفرقنا في الخير اجتمعنا على المصالح وصرنا يسعي وراء ارضاء انفسنا فلا ندرك رضها ونسينا رضى الله فأنسانا أنفسنا.   

يقول الله عز وجل:

"وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ".

زال أيمان فهنا وحزنا وصرنا أسفلون

ويقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي):

"كنا أذل أمة فأعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"

فالإيمان هو العزة والقوة التي تسلحنا بها من قبل ان تنخر الدنيا و شهواتها قلوبنا فأصبحنا كلأنعام بل أضل منها لا نهتم إلا بأكل و مرعى و راعي نسلم له رقابنا لينظر فينا بعين الرحمة وان يشحذ سكينه خلف ظهورنا حتى نموت مطمئنين!.





الكاتب: مصطفى فاضل الرستم.

@alristim


تحرير: مريم احمد

@4mar_.a



إعداد: كوثر احمد

@4kawther_a


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركات الاعضاء

اخلاص سعيد

المشاركات الاكثر شيوعاً