ظاهرة الرمي العشوائي
قد اعتادت القبائل والعشائر العربية على اقتناء السلاح في البيوت وأصبح
جزء لا يتجزأ من اشيائهم الخاصة وتكاد أن تكون من هواياتهم أن يمتلكوا السلاح،
واشتهر فيما بينهم أن هذا السلاح هو ( شرفك/ عرضك ). يعد ( الرمي العشوائي ) أو
تقليد.. العراضة.. عادة مجتمعية متوارثة يشتهر بها مجتمع بلاد الرافدين،إذ اعتاد
العراقيون إطلاق الأعيرة النارية في الهواء في حالات الفرح والحزن على حد
سواء.وزاد هذا الأمر بعد ما انهارت المؤسسة العسكرية في عام 2003 وما بعدها،حتى
أصبحت أغلب البيوت العراقية لا تخلوا من السلاح وعلى مختلف الأصعدة منها
الثقيل/ المتوسط /الخفيف
ولهذا السبب ولاسباب أخرى ظهر الرمي العشوائي في أغلب المناسبات و أكثرها
وأشهرها في مناسبات الزفاف والعزاء وكرة القدم بعد فوز المنتخب أو النادي الذي
يعشقونه وفي تشييع الشهداء الذين سقطوا بعد معارك إعادة المناطق التي سقطت بعد ما
تكرر إنهيار الجيش في عدة محافظات وهنا أصبح السلاح أكثر انفلات.تقليد العراضة
يبدأ بتجمهر مئات وربما آلاف الأشخاص من مختلف العشائر خلال مراسيم تشييع الموتى
أو حفلات الأعراس، غلبهم مدججون بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة،ليبدأ إطلاق النار
بغزارة مع ترديد أهازيج مختلفة تعبيرًا عن حزنهم أو فرحهم،وكثير ما سمعنا أشخاص
يفتخروا بأنهم كذا اطلاقة قد رمى في وفاة الشيخ الفلاني أو كذا اطلاقة قد رمى في
حفل زفاف زميلهم،وهذا الأمر أصبح ظاهرة سلبية قد أدخلت الرعب على العوائل وقد
تسببت بمقتل المئات وحسب إحصائيات الرصاصات الطائشة" أو الرمي العشوائي في
العراق يحصد سنويًا أرواح 6000 من المواطنين.مستشفى جراحة الجملة العصبية في
بغداد،استقبلت وحدها 54 حالة إصابة رصاصة بالرأس نتيجة الرمي العشوائي منذ مطلع
2018 ولغاية الأول من سبتمبر/أيلول،وغالبية الحالات أصيبوا بنزف في الدماغ وشلل
نصفي وكلي للأطراف،سبق للمفوضية العليا لحقوق الإنسان أن طالبت مجلس النواب
العراقي، بتشريع قوانين رادعة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة نظرًا لانتشار الأسلحة
غير المرخصة بصورة كبيرة.المفوضية طالبت الحكومة العراقية أيضًا بتفعيل قانون منع
إطلاق العيارات النارية وتشديد العقوبات على مطلقيها في مختلف المناسبات
الاجتماعية كتشييع جثامين الشهداء وجنائز الموتى وحفلات الأعراس وغيرها.الدولة
وأجهزتها الأمنية تبتعد في أغلب الأحيان عن التدخل في العادات والتقاليد العشائرية
في أغلب الأحيان،لما لها من قدسية لدى العشائر، وما قد تثيره من مشاحنات كبيرة مع
أجهزة الأمن تنتهي بصدامات مسلحة،لذلك نرى تعقد جلسات وحوارات مشتركة بين رجال
الدين وقيادات أمنية لأجل الخروج بتوصيات أو فتاوى حتى يكون ردع او تقليل من هذه الظاهرة،والسبب ان
رجال الدين والعلماء والمرجعيات لها واقع مؤثر في نفوس العشائر والمجتمع وقد
تستجيب لها أكثر من ما تستجيب للدولة.وقد طالبت رجالات الدين بوضع حد لهكذا ظواهر
وقد حرمت المرجعيات هذه الظاهرة وافتى الكثير منهم بحرمة إطلاق العيارات النارية
في المناسبات وغيرها.الخوف يزداد بعد ما يرى الشعب عدم استقرار الوضع الأمني،شعور
المواطن العراقي بأن كل شيء انتهى في العراق ولا أمل في أن يعود دولة حقيقية تنشر
الأمن والاستقرار بشكل حقيقي، مع حل مشكلات الحياة التي يعاني منها
العراقيين.والكثير من المؤسسات والمنظمات المدنية وحقوق الإنسان قد طالبت الحكومة
العراقية بإنهاء هذه الظاهرة بعد ما أصبحت لا تطاق
وقد أطلق ناشطون العديد من الحملات لتثقيف ضد هذه الظاهرة وقد أطلق ناشطون
على المنصات الإلكترونية والسوشل ميديا هاشتاجات
( سلاحك عقلك ) ولازالت الحملات التوعوية مستمرة في المواقع
الالكترونية وتقام جلسات وندوات توعية وتعريف بالخطر الذي يحدث بسبب هذه الظاهرة.
وجهة نظري...
يجب أن يتم الحد من هذه الظاهرة بوضع بعض الأسس والقوانين الرادعة لمواجهة
حمّلت السلاح الغير مرخص أو السلاح المنفلت للحفاظ على أرواح الناس الأبرياء في
هذا المجتمع،وأن يكون هناك تفتيش وبحث عن السلاح وعن الأشخاص الذين يتاجرون به،وأن
تكون هناك توعية إعلامية واسعة في القنوات الفضائية والسوشل ميديا.
الكاتب: محسن الكرعاوي
@malkrawy389
تحرير: مريم احمد
@4mar_.a
إعداد: كوثر احمد
@4kawther_a
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق