أن النفسَ البشريِةَ، مهما تبلُغ من الكمالِ الروحي والنُزعةَ العقائديةُ المستقيمهِ، تبقى إمارةٌ بالسوءِ، فما أن وجدَ في النفس من المثاليةِ، والنقاءِ، والنوايا الحسنةٌ، لابد من وجود، الأوزارِ،الشرَ،والخبثُ في آن واحد، فالأنسانَ مهما أمتلكَ من أنبْل المثلِ والقيمُ، فأن ذاتهُ لاتخلو من أبشع الدناءاتَ والوضاعهِ،ولو أمعنا النظر لرأينا الأمرَ قضية وجودية فطرية اقتضته الطبيعة البشرية،تماما مثل الجنة والنار،الخير والشر،النور والظلام،ما أن وجد أحدهم،أنولد الآخر،فهما متلازمان لا ينفصلان. ويبقى التساؤل هنا.!؟ ما هو المعيار المتحكم في هذهِ الطبيعة الفطرية للإنسان؟ أن الإنسان بِثقلهُ كتلة تناقض وتنافي، ففي بعض الأحيان نرى شخصا في غاية المثالية والمبادئ، يُقبل على الأذى او يقتل دون أن يشعر بوخزة ضمير،او ربما يشعربهِ في بداية الأمر ويفكر بما أقترف،ولكن بعدها سيعتاد الآمر والعكس صحيح،حيثُ تجدُ أنسانَ في ذروة الفوضوية والسلوَك السيئ يتّطبع بأعلى مستوى الانسانية، كأن يقوم سكير يصرف راتبه على شربهِ طوال الشهر بأطعامِ فقيراً او ربما قطه.فمثلا: حمزة بن عبد المطلب عم الرسَول (صل الله عليه وسلم) كان قبل إسلامهُ عاشقاً النساء والخمر ومن المستحيل أن تروضهُ فكرة، فحين وصل الى الكعبة ذات يوم بعد أسلامه رأى أصناف العذاب تنزل بالمسلمين،وبعد مشادة كلامية مع أبا جهل ضربه فَجَ رأسهُ.هنا تكمن مفارقهً كبيرةٌ وتناقض،بيد انهُ لم يكن على هذه الحمية قبل الإسلام،أذ مثلما أنواجدَ في روحهُ المعصية والكفر،وجد الإيمان يقبع في أبعد نقطة في ذاتهِ، وأنه بعد أسلامه ما أن سقى روحه بالزهد والتقوى والتقرب الى الله بالعبادة حتى علت كفة الايمان والانسانية على كفه المعصية و الجهالة.بنهاية المطاف أنَ المعيار الحقيقي لتلك الطبيعة الفطرية هو منسقي ونغذي أرواحنا بهِ، فكلا النوايا كالنبّتة بداخلنا،ينمو ماسقيناهُ واعتنينا بهِ، ويذبلُ مالا نهتمَ فيهِ، في غرس الانسانيه والشجاعة ورفض حمزه الظلم بالمسلمين التي نمت وكبرت فيه كان يغاير السلوكهُ القبلي المتجذر بتقاليدهِ البحته التي اتصف بها قبل إسلامهُ.
الكاتبة: بلسم العزي
@iq_blboola
تحرير: مريم احمد
@4mar_.a
إعداد: كوثر احمد
@4kawther_a
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق