طالبان حركة إسلامية سياسية عسكرية. تعود جذور الحركة قبل تأسيسها إلى طلاب المدارس الشرعية الدينية التي قامت بأعمال إكتسبت من خلالها ثقة الشعب الأفغاني عندما قامت مجموعة من طلاب المدارس الشرعية بدحر المجموعات المسلحة المتطرفة وإزالة الحواجز العسكرية لأخذ الإتاوات من المواطنين، وحماية القوافل التجارية والدور والمحال والبنى التحتية من النهب، فضلا عن كفاحها المتواصل أبان الغزو السوفييتي لأفغانستان
في أغسطس/آب 1994م بايع طلاب المدارس الدينية "المُلا محمد عمر" أميراً شرعياً للحركة، وتم إعلان الحرب ضد الحكومة الأفغانية.
إستولت طالبان على أكبر مخازن للسلاح في أفغانستان بعد معارك دامية خاضتها ضد الحكومة الأفغانية في الجزء الجنوبي للبلاد.
وفي نوفمبر من العام نفسه سيطرت طالبان على مدينة قندهار لتتساقط بعدها الولايات الجنوبية واحدةً تلو الأخرى دون قتال وبذلك فرضت سيطرتها على المنطقة الجنوبية بالكامل.
وقبيل سيطرتها على الحُكم حصلت على تأييد شبه رسمي من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية مما دفع حكومتي السعودية والإمارات إضافةً الى حكومة باكستان بإعلان إعترافهم رسمياً بحركة طالبان كممثل شرعي للبلاد.
في شهر نيسان 1996م قامت مجموعة مؤلفة من 1500 عالم ديني بإعلان بيعتها لقائد حركة طالبان المُلا عمر وتم تسميته "أمير المؤمنين الملا عمر" واعتبرته حاكماً شرعياً لأفغانستان.
وفي شهر سبتمبر من العام نفسه استولت طالبان على الحكم بشكل رسمي بعد أن فرضت سيطرتها على العاصمة الافغانية كابول وأعلنت إمارتها الإسلامية وفرضت دستوراً جديداً قائمٌ على الشريعةِ الإسلامية وفق الكتاب والسنة النبوية.
لكن منظمة الأمم المتحدة رفضت رفضاً تاماً الإعتراف بشرعية طالبان.
وبعد ضغوطات أمريكية ودولية سحبت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الإعتراف بشرعية طالبان بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001م
وعقب تلك التفجيرات شنت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبدعم دولي حرباً ضد إمارة طالبان الإسلامية مما اضطرها للتخلي عن السلطة، والدخول في حرب شوارع مفتوحة ضد القوات الأجنبية.
ثم آلت الأمور بعد ذلك إلى قيام حرب ضروس أدخلت البلاد موجة من العنف راح ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين العزل.
حربُ سُجالٍ بين الطرفين ما تخسره طالبان نهاراً تسترده ليلاً، حروب طاحنة استمرت لعشرين سنة انهكت القدرات العسكرية والمادية لكلا الفريقين.
في الثامن عشر من حزيران عام 2013م دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في مفاوضات مع قادة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة، وعُقدت الإجتماعات ثم الإجتماعات بهدف إقناع قادة الحركة إنهاء الحرب وإقرار الأمن والسلام.
فرضت طالبان شروطاً مقابل إنهاء الحرب أهمها تخلي الجيوش الدولية عن مهامها داخل أفغانستان والانسحاب من أراضيها.
وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على الشروط التي فرضتها طالبان وفي آيار 2021م أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن إنسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف الشمال الأطلسي من أفغانستان وبدأ الإنسحاب تدريجياً للجيوش الأجنبية من الأراضي الأفغانية، وعلى إثر ذلك شنت طالبان حرباً ضد الحكومة الأفغانية، موجهةً ضربات موجعة أنهكت القدرات العسكرية للحكومة الأفغانية مما دفعها إلى الإنسحاب من مواجهة القوة العسكرية الضاربة للحركة لتفقد معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها الحكومة الأفغانية، مما ينذر بخطر فقدانها شرعيتها في حكم البلاد لا سيما وأن طالبان على بعد بضعة أميال عن قلب العاصمة كابول. ويقدر عدد مقاتلي طالبان حسب خبراء ومراقبين حوالي 75 ألف مقاتل ناهيك عن الترسانة العسكرية الهائلة التي تمتلكها.
ربما أدركت أمريكا أن إطالة أَمدَ الحرب إلى أجلٍ غير مسمى ليس حلاً للوضع الراهن في أفغانستان فقررت الانسحاب من المستنقع الأفغاني، لكن ما الذي سيحدث لو أن طالبان تسلمت زمام الأمور وأعلنت إمارتها الإسلامية فهل ستُقرع طبول الحرب مرة أخرى أم ستكون هناك آراء أخرى لبلد العم سام.
المصادر:
BBC News Arabic
France 24's Arabic channel
Sky news Arabic
Aljazeera.net
الكاتب: احمد رشيد
@ahmed_rashid92
تدقيق: مريم احمد
@4mar_.a
إعداد: كوثر احمد
@4kawther_a
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق